"المسرح الوطني اللبناني" يكرّم زياد الرحباني سينمائياً

تضمّنت الفعّالية عروضاً لأفلام مختارة تكريماً لــ "مسيرة المبدع الراحل زياد الرحباني، الذي شكّل أيقونة فنية وثقافية في تاريخ لبنان والعالم العربي".

في عروض سينمائية خاصة، نظّم "المسرح الوطني اللبناني"، وجمعية "تيرو للفنون"، أمسيتين من العروض السينمائية تحت شعار "تحية إلى زياد الرحباني"، وذلك نهاية الأسبوع الماضي في صالة المسرح - سينما أمبير في طرابلس.

وتضمّنت الفعّالية عروضاً لأفلام مختارة تكريماً لــ "مسيرة المبدع الراحل زياد الرحباني، الذي شكّل أيقونة فنية وثقافية في تاريخ لبنان والعالم العربي"، بحسب الدعوة.

وأول أمس الأحد، كان الجمهور على موعد مع فيلم "نهلة" للمخرج الجزائري، فاروق بلوفة، والذي تمّ تصويره بين بيروت والجزائر.

ويروي العمل حكاية صحافي جزائري يزور بيروت عشية الحرب الأهلية اللبنانية، ليتقاطع مع مسار مطربة شابة تُدعى "نهلة"، رمز الوطن الحالم وسط الانهيار. في الفيلم، يطل زياد الرحباني بشخصية المؤلف الموسيقي الصامت، المثقف الذي يراقب الخراب بلا شعارات ولا ضجيج، صمته ليس عجزاً بل إدراكاً لعدم جدوى الكلام في زمن الهزائم.

أما السبت الماضي، فقد جرى عرض فيلم "طيارة من ورق" (2003) للمخرجة اللبنانية الراحلة، رندة الشهال، والذي مثّل محطّة جريئة في تناول مأساة سكان الجولان المحتل العالقين بين الاحتلال الإسرائيلي والهوية السورية، في معاناة إنسانية نادراً ما تطرّقت إليها السينما العربية.

وقدّم زياد الرحباني في هذا الفيلم شخصية ضابط درزي في "جيش" الاحتلال، بعيداً عن الصورة النمطية للجندي الصارم. يظهر بوجه غامض ونظرات عميقة، تتأرجح بين الشك والرغبة والسيطرة والانكسار. حضوره الطاغي لا يحتاج إلى حوار طويل؛ يكفي أن يطلّ من منظاره العسكري على البطلة "لميا" ليختصر المأساة بين الأمن والحب، بين الاحتلال والهشاشة الإنسانية.

عن معاني المناسبة، وخلفيّاتها، علّق مؤسس "المسرح الوطني اللبناني"، الممثّل والمخرج، قاسم إسطنبولي، ذاكراً أنّ "غياب المبدع زياد الرحباني شكّل صدمة كبيرة لنا جميعاً، فهو لم يكن مجرد فنان، بل حالة فكرية وثقافية تركت أثراً عميقاً في وجدان اللبنانيين والعرب، ومن واجبنا أن نحافظ على إرثه حياً في ذاكرة الأجيال".

لذلك، أضاف إسطنبولي، "أحببنا أن تكون هذه الأمسية مساحة مفتوحة لعشاق الفن الراقي ولكل من يرغب في إعادة اكتشاف إرث الرحباني، الذي أسس لمدرسة متفردة وجعل موسيقاه صدى لنبض الناس وحكاياتهم". 

وتابع "إنها ليست مجرد عروض سينمائية، بل موعد مع الذاكرة، ومع فنان جعل من صمته موسيقى، ومن كلماته مسرحاً يليق بالحياة".

ولفت إسطنبولي إلى أنّ المسرح يستعدّ لتقديم مختلف أنواع الفنون التي تؤلّف إرث الرحباني، وعلى فترات متفاوتة ودائمة مستقبلاً.

اخترنا لك