"راديو ترانزستور"علاقة انتهت حين ولدت
"ديو" مسرحي متمكن مع كيمياء متكاملة في الانسجام بين الفنانيْن: أدون خوري،ويارا زخور، في مسرحية: "راديو ترانزستور"، من إبداعهما معاً، على خشبة "مونو" اللبنانية.
-
ثنائي المسرحية: أدون خوري، و يارا زخور
تمنى فريق مسرحية "راديو ترانزستور"، التي يتواصل عرضها على المسرح الصغير – مونو – حتى الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ألا نكشف في مقالاتنا عن العمل تفاصيل عنه تمنع عنصر المفاجأة عمن سيشاهدونها لاحقاً، وهذا حق لهم خصوصاً وأن كل ما في النص جديد مبتكر مفاجئ ولا تمهيد لأي تطور بل كل ما نراه هو وليد اللحظة، وهذه أهمية النص كما ترجمته مشهدياً على الخشبة بذكاء وصدق وثبات مع ثقة مطلقة في كل تفصيل متعلق بالأداء عند طرفيه المتميزين: أدون خوري ويارا زخور.
شخصان لا يعرفان بعضهما يتواجدان في محطة قطار، لكنهما لا يُمانعان في التعارف، وصودف أنها هي من كانت المحفز على قبول الكلام إلاّ أنها فوجئت بتركيبة وشخصية الرجل أمامها، فهي متفهمة ومتفاهمة وقابلة لمحاورة منطقية ولا بأس من تواصل بعدها، أما هو فكان أقرب إلى اللوح الخشبي في صورته وتصرفاته، ومع ذلك بذلت أكثر من محاولة للتقرب والتفاهم والعثور على شأن مشترك يبنيان عليه علاقة ما في هذا الظرف المتاح والضيق.
بدأ الرجل يتجاوب تباعاً بفعل إصرار المرأة على فهم طبيعة رجل يفلسف العلاقة مع أي إمرأة ولا يُبدي أي ردة فعل إيجابية في التواصل وكأنه أمام لوحة صخرية لا حياة فيها.
وفيما راح يخفف من ردة فعله غير المبالية وجد في المهادنة فرصة حقيقية لمنع الصدام معها وباتت هي ميالة لفهم أعمق لهذه الشخصية غير المتوازنة وفق المنطق السائد في العلاقات بين الجنسين، فقط لفهم خلفيته وأسبابها.
وتتدخل" السينوغرافيا" في عملية توضيح مبررات الغرابة في تصرفات الرجل فإذا بعملية أسره التي تقطع القلب لما يبدو أنه مشهد خطير، حين تقفل عمودياً 3 أبواب حديدية معلقة على الرجل وهو يروي ميلودراما مؤثرة من فصول حياته، أوصلته لأن يكون على هذه الصورة من التصرفات الغريبة والجافة والتي لا مبرر لها وسط التجاوب النموذجي من المرأة.
هنا تعاطفت مع هذه الأجواء وسايرته لتعثر على باب تجاوب ما معها أفضى إلى نقاش مختلف، ومتزن بعدما كادا يتصادمان ليؤكد كل منهما حقه في الحياة.
ومع تبدل الحال بين المسافريْن اللذيْن ثبت أنهما لا يحملان بطاقات سفر أو حجز مقاعد، تظل الأمور تتصاعد صوب تتويج اللقاء بالتفاهم، وإذا بالخاتمة الصادمة وغير المتوقعة والتي لن نكشفها نزولاً عند رغبة فريق العمل، لكنها تثبت أن القدر يتدخل لأن له الكلمة الفصل أخيراً.