من رموز السينما الحديثة.. إيران تودّع ناصر تقوائي

الوسط الفني والثقافي في إیران يودّع المخرج ناصر تقوائي، الذي يعدّ من أبرز رموز السينما الإيرانية الحديثة.

  • ناصر تقوائي
    ناصر تقوائي

تلقّى الوسط الفني والثقافي في إیران بحزن، نبأ وفاة المخرج والکاتب والمصوّر، ناصر تقوائي، الذي غيّبه الموت أمس الثلاثاء، عن عمر یناهز 84 عاماً. 

ويُعتَبر تقوائي من أبرز رموز السينما الإيرانية الحديثة، كما أنه واحد من المؤسسین الأوائل لـ "الموجة الجدیدة"، في هذه السينما.

وأعلنت زوجة الراحل خبر وفاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفت زوجها بأنه "فنان اختار أن يعيش بحرية رغم الصعاب"، بحسب ما نقلت وكالة "مهر".

وولد تقوائي في مدينة عبادان جنوب غربي إيران، وبدأ مسيرته الفنية بإخراج عدد من الأفلام الوثائقية قبل أن يحقّق شهرته عام 1972 من خلال فيلمه الأول "السكينة في حضرة الآخرين"، وهو عمل جريء تناول الصراع بين التقاليد والحداثة في المجتمع الإيراني.

بسبب عمل والده موظفاً في الجمارك، تنقّل تقوائي في مناطق الجنوب الإيراني مثل بندر عباس، ما جعله يوظّف في معظم أعماله أجواء وثقافة الجنوب الإيراني الذي ترعرع فيه.

وكان تقوائي مولعاً بالأدب، واستند في عدد من أعماله إلى روايات إيرانية وأجنبية، كما ارتبط بعلاقة مهنية وثيقة مع الكاتب غلام حسين ساعدي، حيث اقتبس فيلم "السكينة في حضرة الآخرين" من قصة ساعدي "قلق بلا اسم". وقد سافرا معاً إلى جنوب إيران، وأسفرت تلك الرحلات عن الفيلم الوثائقي "ريح الجن" وكتاب ساعدي "أهل الهواء".

في العام 1986، أخرج تقوائي فيلمه الشهير "القبطان خورشيد" المقتبس من رواية إرنست همنغواي، وصوّره في جنوب إيران. كما قدّم مسلسله الساخر "الخال العزيز نابليون" الذي تناول فيه بأسلوب نقدي تدهور ضابط من الجيش الإمبراطوري السابق وغرقه في الشكوك والهواجس.

كما شارك الراحل عام 1999 في إخراج جزء من فيلم "حكايات كيش" الذي رُشّح لجائزة السعفة الذهبية في "مهرجان كان السينمائي". 

أما آخر أفلامه فكان "الورقة البيضاء" عام 2001، بعد انقطاع دام 12 عاماً. وبدأ بعدها تصوير فيلم "الشاي المرّ" عام 2003 الذي تدور أحداثه في أجواء الحرب الإيرانية العراقية، إلا أنّ ضيق التمويل وعدم الدعم حالا دون استكماله.

ورغم الصعوبات، ترك تقوائي بصمة خالدة في السينما الإيرانية، خاصة من خلال أفلامه الوثائقية مثل "ريح الجن" الذي هو برواية الشاعر أحمد شاملو من أهمّ الأفلام الإثنوغرافية في تاريخ السينما الإيرانية.

ونال تقوائي جوائز محلية ودولية عديدة، منها الفهد البرونزي في "مهرجان لوكارنو السينمائي" عام 1988 عن فيلم "القبطان خورشيد"، والأسد الفضي لأفضل عمل أول في "مهرجان البندقية السينمائي" عام 1972 عن "السكينة في حضرة الآخرين".

أما العام الماضي، فكُرِّم في احتفالية "قبطان السينما" تقديراً لإسهاماته المميّزة. 

اخترنا لك