اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب على غزة ليس مجرد اتفاق تقليدي، لوقف إطلاق نار وتبادل أسرى، وإنما هو يُعدّ نقطة تحول استراتيجية وتعكس معادلة توازن جديدة بين القوة والسياسة.

خطة الرئيس ترامب لا تعدو أكثر من محاولة لإعادة تسويق "إسرائيل" واستعادة مكانتها أكثر مما هي محاولة لتغيير واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهي خطة تخدم "إسرائيل" أكثر مما تخدم ترامب نفسه>

رسم الشهيد الأمين في مواقفه التي أعلنها في مسيرة حياته خريطة طريق لفلسطين كقضية عقائدية أخلاقية، ولعلّ أحد أبرز ملامح رؤيته هو ربط فلسطين ببعدين أحدهما دينيّ وآخر أخلاقيّ.

أوروبا والعرب كافة اليوم أمام اختبار تاريخي، والاكتفاء بالخطابات الرنانة معناه سقوط غير مقبول، ومعناه بشكل أدق أن الذي يقف متفرجاً إزاء هذا المخطط الإجرامي الخطير هو شريك مباشر في نكبة جديدة.

تسريب الوثيقة في هذا التوقيت يضع "إسرائيل" أمام ثلاث خيارات صعبة ومعقدة، لكن إذا ما جرى الوقوف على حقيقة المعركة ونتائجها فمن السهل التوجه نحو الخيار الأسهل في ظل مشهد معقد.

هل سيتحرّك المجتمع الدولي بما يليق بحجم الكارثة الموجودة والجريمة المستمرّة، أم أنّ غزة ستترك لتواجه مصيرها وحدها ويبقى الضمير العالمي صامتاً أو ميتاً لا يبالي؟

المعركة على المصطلح ليست معركة هامشية بل ركيزة أساسية، والكلمة سلاح وليست مجرد كلمة تتناقلها وسائل الإعلام، بل هي قلب الصراع والانتصار فيها مهم.

الموقف الأميركي الحالي يدفع في اتجاه إنهاء الحرب عبر تسوية تحفظ ماء الوجه للحليف الإسرائيلي نتنياهو، وتضمن حماية مصالح أميركا الاستراتيجية التي تصدّعت بفعل هذه الحرب.

هل انسحاب الوفدين الإسرائيلي والأميركي يعني نهاية المسار الدبلوماسي؟ أم هو ورقة ضغط جديدة هدفها إجبار المقاومة على تقديم تنازلات تحت تهديد القوة؟

ما يجري اليوم ليس حصاراً عابراً، بل هو تنفيذ دقيق لمخطط يجري تمريره يبدأ بهندسة التجويع القائمة حالياً وينتهي بهندسة الوجود الفلسطيني بالكامل ديمغرافياً من جديد.