مَن سيوقف "إسرائيل" إذا اختلق نتنياهو ذريعةً لتجديد الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى؟ وهل سينجح ترامب في الحفاظ على الضغط على الجانبين؟

تخشى أوساط يمينية صهيونية أنه إذا طُبِّقت خطة ترامب، فإنها "لن تهزم حماس أو تُلغيها كمنظمة عسكرية في غزة، بل ستُواصل فقط الضغط لإنهاء التهديدات بدلاً من معالجتها".

تبدو معضلة نتنياهو صعبة لأن حكومته هيأت الرأي العام الإسرائيلي لردود فعل قاسية للغاية، وأثارت مسألة السيادة على الضفة الغربية، وكلما زادت التوقعات، زادت خيبات الأمل.

الهجوم على الدوحة يُظهر بما لا يدع مجلاً للشكّ أنّ "إسرائيل" اختارت مسار إدارة المخاطر؛ أي تحقيق ردعٍ فوريٍّ محتمل، وتغيير في الواقع على حساب احتمال استمرار الأزمة لفترةٍ طويلة.

استمرار الحرب من دون أن تتمكّن "إسرائيل" من تحقيق أهدافها، دفع بالكثيرين إلى الاحتجاج، فيما تعزّزت القناعة لدى شرائح من المجتمع الإسرائيلي بأن الحرب مستمرة وتُدار لدواعٍ سياسية.

لا يمكن لـ "إسرائيل"، وفق نتنياهو، أن تقبل اليوم بما قبلت به قبل ثلاثة أسابيع، وعلى الأرجح أن نتنياهو يراهن أن بإمكانه، في أسوأ الأحوال، تحسين شروط الصفقة عبر وضع اشتراطات جديدة على حماس.

مشكلة رئيس الأركان زامير أنه وضع مرآة أمام نتنياهو والوزراء، وواجههم بالوقائع وحذّرهم من مضاعفات خطيرة لاحتلال القطاع، فلم يُعجب هذا الأمر نتنياهو وزمرته.

شرائح كبيرة من المجتمع الإسرائيلي تنازلت عن النضال ضد حكومة نتنياهو إلى حد كبير، بسبب الإحباط من إمكان حدوث تغيير قد ينهي الحرب أو يُسقط الحكومة بفعل عوامل داخلية في الوقت الحالي.

ضم الضفة الغربية لم يعد هدفاً تسعى "إسرائيل" لتحقيقه، بل أضحى "واقعاً" يفرض نفسه ولا يجد قوة تكبحه.

لم يكد نتنياهو ينتهي من تهدئة مخاوف شركائه في اليمين الصهيوني على خلفية مفاوضات الهدنة، حتى ثار غضب شركائه المتدينين الحريديم على خلفية أزمة قانون التملص من التجنيد.