بسبب تغير المناخ.. موجات حرّ شديدة وعواصف رملية تجتاح عدة دول عربية

تضرب عدة دول عربية موجة حر شديدة مصحوبة بالغبار والعواصف الرملية، فيما شهدت السعودية والأردن زخات مطر، مع تحذيرات للمرضى الذين يعانون من الحساسية وأمراض الجهاز التنفّسي.

  •  موجات من الغبار والعواصف الرملية اجتاحت السعودية والعراق
    موجات من الغبار والعواصف الرملية اجتاحت السعودية والعراق

أثارت موجات الغبار والعواصف الرملية ودرجات الحرارة العالية التي تضرب عدة دول عربية هذه الأيام تفاعلاً واسعاً، ولا سيما مع التحذيرات التي أطلقتها الدول لمواطنيها للحدّ من أضرارها.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو من الأردن والأراضي الفلسطينية والسعودية والعراق، موجات غبار كثيفة اجتاحت عدة مدن ومناطق في هذه الدول، تزامنت مع موجات حرّ شديدة في الأردن والعراق، وترافقت مع زخّات مطرية في السعودية، حسبما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأردن

وفي الأردن والأراضي الفلسطينية، تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عدة مقاطع فيديو تبيّن تدنّي مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار، ومشاهد للمركبات وهي مغطاة بالرمل والغبار من جرّاء الموجة.

فيما حذّر رئيس قسم مراقبة المناخ في دائرة الأرصاد الجوية الأردنية أحمد الطيار، مرضى الجهاز التنفّسي من موجات الحرّ التي تستمر يومي الاثنين والثلاثاء، ودعاهم لارتداء الكمامات، محذّراً من خطر تدنّي مدى الرؤية الأفقية، ولا سيما في مناطق البادية وانعدامها أحياناً على الطرق الخارجية.

وفي السياق ذاته، كشف رئيس هيئة الطيران المدني في الأردن، هيثم مستو، عن تحويل 6 طائرات تجارية عن وجهتها، من الهبوط في مطار الملكة علياء الدولي إلى الهبوط مطاري الملك الحسين الدولي في العقبة وعمّان المدني في ماركا الأحد، بسبب الأحوال الجوية المغبرة، التي أدّت إلى تدني الرؤية الأفقية إلى ما دون 300 متر وهو الحد الأدنى المسموح به للهبوط كما أوضح.

السعودية

وفي السعودية اختلطت موجات الغبار مع زخات مطرية في عدة مناطق من بينها مكة.
ونشر العديد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي والمختصين نصائح للتعامل مع تأثير الغبار، ودعوا إلى الحرص على إغلاق الأبواب والنوافذ، التزام المنزل خلال موجة الغبار، وارتداء الكمامات عند التعرّض للغبار للحفاظ على الصحة، وأيضا تجنّباً للتعرّض لأيّ مضاعفات صحية.

وأصدرت هيئة الأرصاد في السعودية تنبيهات بشأن نشاط الرياح المثيرة للغبار في بعض المناطق الشرقية والوسطى، مما قد يؤدي إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية، ونصحت بعدم التعرّض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة خلال النهار، خاصة في أوقات الذروة بين الساعة الـ11 صباحاً والـ3 عصراً، كما أوصت بالإكثار من شرب المياه والحفاظ على الترطيب.
كما حذرت عدة دول خليجية أخرى من موجة الغبار.

العراق

وفي العراق هناك موجة حارة من المتوقّع أن تستمر أكثر من أسبوع مع اقتراب درجات الحرارة من الخمسين مئوية فيما تشهد البلاد انقطاعاً شبه كامل للكهرباء على مستوى المحافظات، بعد أن أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة الطلب على الطاقة.

ولذلك تستخدم معظم الأسر العراقية مولدات خاصة. ولكنها في كثير من الأحيان لا تكون كافية لجميع الأجهزة، بما في ذلك مكيّفات الهواء.

من جهتها تقول الحكومة العراقية إنّ المهندسين يعملون على استعادة الطاقة تدريجياً وتأمل أن تعود الشبكة إلى وضعها الطبيعي في الساعات المقبلة.

تحذيرات للمصابين بالأمراض التنفّسية

وعادة ما تشهد المنطقة موجات غبار وعواصف رملية في مثل هذا الوقت من العام، إلّا أنّ هذا العام كان من بين الأعوام التي شهدت موجات عنيفة من الطقس المتطرّف.

وفي هذا الإطار قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث لها بأنها لاحظت زيادةً في وتيرة وشدة هذه العواصف في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمناطق القريبة، ودعت إلى بذل المزيد من الجهود العالمية للتخفيف من آثارها.

بدورها قالت الجمعية الأردنية للرعاية التنفّسية إنّ العواصف الترابية والرملية تشكّل خطراً مباشراً على الجهاز التنفّسي، وخاصة لدى من يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو، وحساسية الجيوب الأنفية، والانسداد الرئوي المزمن.

كما نصحت الجمعية بالبقاء في المنزل، وارتداء الكمامة، وإغلاق النوافذ والأبواب أثناء موجات الغبار والعواصف الرملية، ودعت مرضى الربو إلى حمل بخاخ الطوارئ (inhaler) معهم في جميع الأوقات، وحماية العيون باستخدام النظارات الشمسية أو الطبية، وتجنّب فركها.

اقرأ أيضاً: موجات الحر: أسبابها، مخاطرها، وأفضل طرق الوقاية H1

اخترنا لك