دراسة: كوكب الأرض أصبح أكثر قتامة
بالتعمّق في البيانات التي أوردتها الدراسة، وجد الفريق أنّ بياض الأرض، أو كمية الإشعاع الشمسي الذي تعكسه إلى الفضاء، آخذ في التغيّر.
-
كوكب الأرض أصبح أقلّ لمعاناً ( Image credit: buradaki)
توصّلت دراسة جديدة، بحثت في بيانات من مسوحات الأقمار الصناعية لوكالة "ناسا" على مدى 24 عاماً، إلى أنّ الأرض أصبحت أكثر قتامة، وأنّ هناك اختلافات كبيرة بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.
وفي الدراسة التي نشرتها مجلة iflscience "يتحكّم المناخ بكمية ضوء الشمس التي تمتصّها الأرض وكمية طاقة الأشعة تحت الحمراء المنبعثة إلى الفضاء. وتُحدّد هذه الكميات - مع اختلافها - ميزانية إشعاع الأرض (ERB)"، كما توضح "ناسا" عن المشروع.
ويقول الكاتب james-felton "يوفّر مشروع السحب ونظام الطاقة الإشعاعية للأرض" (CERES) رصداً عبر الأقمار الصناعية لميزانية إشعاع الأرض والغيوم. ويستخدم قياسات من أجهزة CERES المُثبتة على عدة أقمار صناعية، إلى جانب بيانات من العديد من الأجهزة الأخرى، لإنتاج مجموعة شاملة من بيانات ERB لأبحاث المناخ والطقس والعلوم التطبيقية".
From a Million Miles Away, NASA Camera Shows Moon Crossing Face of Earth pic.twitter.com/9xRQQ4170B
— Shining Science (@ShiningScience) October 15, 2025
ميزانية الطاقة محرّك
وتُعدّ ميزانية الطاقة محرّكاً مهماً لدوران المحيطات والغلاف الجوي، لذا فإن تحديد أماكن اكتساب الأرض للطاقة وفقدانها لها أهمية بالغة خلال أزمة المناخ المتفاقمة باستمرار.
وبالتعمّق في البيانات، وجد الفريق أنّ بياض الأرض، أو كمية الإشعاع الشمسي الذي تعكسه إلى الفضاء، آخذ في التغيّر.
2025-10-15 Noaa-21 and Noaa-20 night images. pic.twitter.com/oqm7n3qjJQ
— Konrad Unger (@UngerKonrad) October 15, 2025
ويوضح الفريق: "يرتبط الدوران العامّ لنظام الغلاف الجوي والمحيطات ارتباطاً وثيقاً بتوزيع الطاقة الإشعاعية داخل النظام المناخي. وفي المتوسط، يعكس نصف الكرة الجنوبي ونصف الكرة الشمالي كمية الإشعاع الشمسي نفسها، بينما يُصدر نصف الكرة الشمالي إشعاعاً طويل الموجة أكثر".
ويضيف: "باستخدام رصدات الأقمار الصناعية، وجدنا أنه بينما يزداد سواد نصفي الكرة الأرضية، يزداد سواد نصف الكرة الشمالي بمعدل أسرع".
نصف الكرة الشمالي يمتصّ إشعاعاً شمسياً أكبر
ووفقاً للفريق، يمتصّ نصف الكرة الشمالي إشعاعاً شمسياً وارداً أكثر من نصف الكرة الجنوبي، بينما يكون إشعاعه طويل الموجة الصادر أعلى. وتساهم مجموعة من العوامل، مثل الغطاء السحابي والثلجي وبخار الماء في الغلاف الجوي، في هذا التأثير.
وأشارت دراسات سابقة إلى أنّ اختلال التوازن بين نصفي الكرة الأرضية يمكن تعويضه بدوران المحيطات والغلاف الجوي، لكنّ الدراسة الحالية تشير إلى استمرار وجود اختلافات رئيسية، لم يُعوّض عنها بالدوران المعتاد.
وكتب الفريق: "بما أنّ تعتيم نصف الكرة الأرضية الشمالي (مقارنةً بنصف الكرة الأرضية الجنوبي) الناتج عن تغيّرات في خصائص غير السحب (تفاعلات الهباء الجوي والإشعاع، وبياض السطح، وبخار الماء) لا تُعوّضه تغيّرات السحب، فإن هذا يشير إلى احتمال وجود حدّ لدور السحب في الحفاظ على تناسق نصف الكرة الأرضية في البياض".
نصف يزداد حرارة!
ويضيف: "إنّ الاختلاف بين نصفي الكرة الأرضية في ارتفاع درجة حرارة السطح وبياض السطح استجابةً لزيادة تأثير ثاني أكسيد الكربون، والذي لوحظ في محاكاة نماذج المناخ، إضافة إلى أيّ تغيّرات أخرى في نصف الكرة الأرضية في الهباء الجوي، يشير إلى أنه من المتوقّع أن نشهد زيادة في عدم تناسق البياض بين نصفي الكرة الأرضية في المستقبل. وعلى مدى فترة زمنية أطول، قد يصل اتجاه اختلاف معدل تباين البياض بين نصف الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي إلى حدّ أقصى".
Remember when we brought pristine asteroid samples back to Earth? The first big science is in!
— NASA (@NASA) January 29, 2025
The samples suggest that the early solar system had widespread conditions and ingredients for life. Here's how we know: https://t.co/PHPjpaWgWs pic.twitter.com/pwsDAXtY2J
إضافة إلى ذلك، وجد الفريق أنّ نصف الكرة الشمالي يزداد حرارةً مقارنةً بنصف الكرة الجنوبي، وأنّ المناطق المدارية في نصف الكرة الشمالي تزداد رطوبةً، مما يشير إلى تغيّر في دوران الغلاف الجوي على نطاق واسع على الكوكب.
وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لهذا النظام المعقّد، لكنّ البحث يشير إلى أنّ نصف الكرة الشمالي قد يستمر في الاحترار بوتيرة أسرع من نصف الكرة الجنوبي، وقد يتضاءل دور السحب في إعادة توزيع الحرارة حول الكوكب.
Over the past two decades, #Earth has reflected less sunlight due to an unbalanced "radiation budget," according to #NASA.
— China Xinhua News (@XHNews) October 11, 2025
This planetary dimming is a red flag of global warming, and a sign of big shifts ahead. pic.twitter.com/U79HoDzzWe
الفريق أضاف في دراسته "تشير نتائج رصدنا إلى أنّ المناطق المدارية الشمالية ستزداد قتامةً مقارنةً بالمناطق المدارية الجنوبية، لكنّ سجلّ الرصد القصير يحول دون التوصّل إلى استنتاج قاطع".
اقرأ أيضاً: أسرار مدهشة يكشفها البحث عن حقائق حول كوكب الأرض!
و"من الواضح أنّ هناك حاجة إلى سجل رصد أطول لمراقبة تطوّر إشعاع الغلاف الجوي العلوي، والسحب، ودوران الغلاف الجوي والمحيط بدقة".