هل يتكرر زلزال "كامتشاتكا" القوي؟

تسبب زلزال قوي، بلغت قوته 8.8 درجة، ضرب جزيرة كامتشاتكا الروسية في 30 حزيران/ يوليو 2025، في إطلاق كبير  للطاقة المتراكمة في القشرة الأرضية، وإن لم يكن ذلك بشكلٍ كامل.

ووفقاً للعالم أليكسي أوستابتشوك، مدير مختبر عمليات التشوه في القشرة الأرضية بمعهد المشكلات الجيوفيزيائية الروسي، فإن اكتمال عملية الاسترخاء التكتوني قد يستغرق عدة أشهر، وخلال هذه الفترة من المرجح حدوث هزات ارتدادية جديدة تتجاوز قوتها 7 درجات.

وهذا ما توقعته الخدمة الجيوفيزيائية الروسية  ولكنها صرّحت أنها سكون "غير مدمرة بعد زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا القوي" في  الشرق الأقصى الروسي. 

وتقع كامتشاتكا والشرق الأقصى الروسي على منطقة حزام النار في المحيط الهادي، وهي منطقة نشطة جيولوجيا ومعرضة للزلازل الكبرى والانفجارات البركانية.

Made a locator map for the FT’s story on today’s powerful 8.8-magnitude earthquake off Russia’s Kamchatka Peninsula. The quake triggered tsunami warnings and evacuations across the Pacific.

Read the story here: https://t.co/Xgt0lMngQg pic.twitter.com/2hn35mwHPu

— Drew (@AngHaraya) July 30, 2025

وحُدّد أنّ الزلزال وقع على ما يُعرف بأنه "صدع ضخم" حيث تنزلق صفيحة المحيط الهادي التكتونية الأكثر كثافة تحت صفيحة أميركا الشمالية الأخف وزناً.

وذُكر أنّ صفيحة المحيط الهادي تتحرك ما يجعل شبه جزيرة كامتشاتكا الواقعة قبالة ساحل الشرق الأقصى الروسي معرضة للخطر على وجه التحديد، ولا يمكن استبعاد حدوث هزات ارتدادية أقوى.

ويُوضح أوستابتشوك أن منطقة كامتشاتكا تقع في نطاق الاندساس التكتوني، حيث تغوص صفيحة المحيط الهادئ تدريجيا تحت الصفيحة القارية الأوراسية بمعدل يقارب 8 سنتيمترات سنويا. ونظرا لأن أسطح الصفائح ليست ملساء تماما، فإنها تشكل أحياناً مناطق احتكاك مغلقة تعرف بـ"الخطافات التكتونية".

❗🇷🇺This is how powerful the Kamchatka Peninsula magnitude 8.8 earthquake was.

Vehicles danced as mother earth quaked pic.twitter.com/AbvQZf6Yjo

— Wolf Brief (@wolfbrief_) July 30, 2025

ويضيف:"في هذه المناطق، لا تتحرك الصفائح بالنسبة لبعضها البعض، ما يؤدي إلى تراكم الضغط التكتوني. وعندما يبلغ هذا الضغط ذروته، ويتجاوز قدرة الخطافات على التحمل، تنهار هذه الخطافات فجأة، ما يتسبب في انزلاق حاد وسريع للصفائح. وهذا ما يؤدي إلى تحرر الطاقة الزلزالية وحدوث الزلازل."

ويتابع أوستابتشوك قائلا:"في الزلازل العادية، غالبا ما يتم تدمير خطاف تكتوني واحد. أما في زلزال كامتشاتكا الأخير، فقد تم تدمير ثلاثة خطافات تكتونية على الأقل، ما يجعل مصدر الزلزال فريدًا من نوعه. وقد تبين أن كمية الطاقة الزلزالية المنبعثة كانت أقل بكثير مما يُتوقع عادة في زلازل من هذا الحجم. ويُرجّح أن سبب ذلك هو النشاط الزلزالي الذي بدأ في كامتشاتكا يوم 20 يوليو 2025، بزلزال بلغت قوته 7.4 درجات، والذي ربما ساهم في تفريغ جزء من الطاقة مسبقًا."

ويختتم الباحث بالإشارة إلى أن آخر كارثة زلزالية بنفس القوة وقعت في المنطقة نفسها عام 1952.

وضرب زلزال قوي بلغت شدّته 8.7 درجات على مقياس ريختر، فجر الأربعاء الماضي، شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، ما استدعى سلسلة من التحذيرات من موجات تسونامي في عدد من دول حوض المحيط الهادئ.

تداعيات الزلزال امتدت إلى اليابان، حيث أعلنت السلطات احتمال وصول تسونامي بارتفاع يصل إلى متر واحد إلى السواحل الشمالية الشرقية. وفي إجراء احترازي، أُجلِيَ عمال محطة فوكوشيما النووية تفادياً لأي طارئ محتمل.

اقرأ أيضاً: الخدمة الجيوفيزيائية الروسية: 5 هزات أرضية عنيفة في كامتشاتكا خلال أقل من 10 دقائق

من جهتها، أصدرت الولايات المتحدة تحذيراً من تسونامي في ولاية هاواي، بينما سارعت كل من الفلبين وإندونيسيا إلى إعلان تحذيرات مماثلة، وسط مراقبة مستمرة لتطورات الوضع الزلزالي في كامل منطقة آسيا والمحيط الهادئ.