هل تحوّل الشغف الكروي إلى أداةٍ لصناعة الصورة الوطنية وتسويقها عالميًا؟

يقف الشغف بكرة القدم على عتبة تتجاوز حدود المستطيل الاخضر ليتحول الى ظاهرة عالمية تجمع الشعوب والامم تحت راية واحدة هي “الحلم بالمونديال”. فكل دورة من دورات كأس العالم تفتح ابواب الطموح امام الدول وتثير في شعوبها موجات من الامل والانتماء حتى يخيل ان التأهل الى هذا المحفل العالمي بات رمزا للنهضة والتقدم او شهادة على نجاح المشروع الرياضي والوطني. غير ان هذا الانبهار الجماعي لا يخلو من تساؤلات عميقة حول ابعاده الحقيقية: اهو حب صادق للعبة ام انخراط بارادة كاملة في منظومة تجارية ضخمة تديرها المصالح والصفقات؟ وهل تحول الشغف الكروي الى اداة لصناعة الصورة الوطنية وتسويقها عالميا؟ ثم ما الذي يجعل الشباب في كل بقاع الارض يتركون قضاياهم الكبرى لينشغلوا بتفاصيل مباراة او هدف؟ وهل صارت كرة القدم وسيلة لتوحيد الوجدان الانساني ام وسيلة لتوجيهه؟ وهل يقاس نجاح الامم بعدد حضورها في المونديال ام بقدرتها على توظيف هذا الحضور لخدمة نهضتها؟ واخيرا هل يبقى التأهل الى كأس العالم حلما رياضيا مشروعا ام مشروعا اعلانيا رابحا للفيفا اكثر من كونه انجازا للشعوب؟