هل خسرت "إسرائيل" معركة الرأي العام؟

"إسرائيل" تقتل وتجوّع وتدمّر… لكن رغم كل هذا، تجد نفسها اليوم أمام هزيمة كبرى. العالم بدأ يرى حقيقتها بوضوح: لم تعد "الضحية" بل القاتل. من طرد ممثلة إسرائيلية في "مهرجان البندقية" وتصفيق النجوم 22 دقيقة لروح الطفلة هند رجب، إلى مواجهة الرئيس الأميركي بهتافات "فلسطين ستنتصر"، وسؤال رئيس الوزراء البريطاني في القطار "ألم ترتو بعد من دماء أطفال غزة؟". ومن إبحار عشرات السفن من 44 دولة في "أسطول الصمود العالمي"... إلى تحطّم أسطورة الكيان الموقت على جبهة الوعي. فإلى أين تمضي "إسرائيل" بعد أن انقلب عليها الرأي العام العالمي؟

نص الحلقة

 

بيار أبي صعب: مساء الخير، إسرائيل تجوّع وتُبيد وتدمّر وتنتهك، هذا صحيح، ومع ذلك فهي تقف أمام هزيمة مُدوّية، لقد باتت تواجه سَخْط العالم أجمع. أخيراً ظهر الوجه الحقيقي لهذا القاتل الذي اختبأ عقوداً خلف قِناع الضحية. حين تُطْرَد مُمثّلة إسرائيلية من مهرجان البندقية السينمائي ويُصفّق نجوم العالم إثنين وعشرين دقيقةً متواصلة للطفلة الشهيدة هند رجب فمعناه أن هناك شيئاً ما قد تغيّر. حين يواجَه الرئيس الأميركي في أحد مطاعم واشنطن بهُتافات من نوع فلسطين ستنتصر ويُسأل رئيس الوزراء البريطاني على مَتْن قطار إلى غلاسكو ألم ترتوِ بعد من دماء أطفال غزّة؟ حين تنضمّ عشرات السفن من أربع وأربعين دولة إلى أسطول الصمود العالمي المُبْحِر لكَسْر الحصار فمعناه أن أسطورة الكيان المؤقّت قد تحطّمت إلى غير رجعة. إلى أين يمكن أن تمضي إسرائيل بجبروتها الإبادي وقد انقلب عليها الرأي العام وهُزِمت على جبهة الوعي.

للإجابة عن هذا السؤال معنا الليلة في الاستوديو الأكاديمية فيوليت داغر رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان، ومعنى من ديربورن ميشيغان الكوميدي الفلسطيني والناشط عامر زهر، ومن مدريد الشاعر المغربي والأكاديمي والمُتَرْجم خالد الريسوني، أهلاً بكم جميعاً. أستاذة فيوليت ما حدث مؤخّراً أن الرأي العام العالمي اكتشف فلسطين أو بالأحرى اكتشف كم أن إسرائيل كيان إجرامي استيطاني، هذا التبدُّل في وعي الرأي العام هل هو =مؤقّت عابر أم أنه نهائي بمعنى من المعاني؟

 

فيوليت داغر: بالتأكيد هو ليس عابراً، عندما يصبح الوعي بهذا الشكل الذي نراه اليوم مجسّداً في حراك القوى المضادة أو حراك الشعوب التي هي قوة مضادة للدول والحكومات والتي تفعل ما تفعله منذ سنوات طويلة وعقود ولا يتحرك أي شيء، اليوم نهض فجأة. بالتأكيد هناك إنضاج خلال وقت ما ولكن ليس هناك من عودة إلى الخلف. بالتأكيد دفعت هذه الشعوب أثماناً ولا يمكن أن تعود وتغيّر رأيها فيما اكتشفته لأنه كان هناك تضليل وخداع وأكاذيب على مدى سنواتٍ طويلة، ولعبت الأمم المتحدة للأسف وكل المنظمات حتى اليونيسيف، كانت الحروب التي تجري في منطقتنا تكشف للعالم شيئاً فشيئاً، وكان هناك انتقائية بنفس الوقت في التعاطي مع هذا العالم. 

 

بيار أبي صعب: إسرائيل خسرت رصيدها الذي بنته خلال عقودٍ طويلة نهائياً، هناك شيءٌ ما تغيّر في بطيعة الصراع.

 

فيوليت داغر: بالطبع كان هناك تحوُّل كبير حصل مع طوفان الأقصى، كان لهم الفضل، هم الذين حررونا، حين نتضامن معهم فنحن نتضامن مع أنفسنا لأن ما حصل كان "تكويعة" كبيرة جداً لا يمكن العودة عنها فيما بعد، وبالعكس تطوير هذا الوعي خلال حروبنا في المنطقة، تحرير لبنان في 2000 وحرب 2006، حرب غزة 2005، كلها أظهرت كيف هُزمت أميركا وإسرائيل وكان هذا معترف ب في تقرير بيكر هاملتون وتحوّلوا حينها لطريقة أخرى بأن تُدار الحروب من الخلف وبأطراف أخرى منها الجهادية، وبأن يكون هناك عقوبات.

 

بيار أبي صعب: بالنسبة للرأي العام خلال السنتين الأخيرتين الصعبتين، سنتا الإبادة في غزة حققتا نقلة نوعية.

 

فيوليت داغر: هذا واضح ولا ننسى أن كوفيد 19 لعب دوراً في إنضاج هذا الشيء الذي يتحرّك وسنتكلّم عنه ربّما عنه فيما بعد.

 

بيار أبي صعب: أستاذ عامر زهر أنت فلسطيني أميركي تعمل وتقيم وتناضل وتقدّم أعمالك الفنية في الولايات المتحدة، كيف يبدو لك المشهد من هناك؟ قبل أيام واجه الرئيس ترامب كما ذكرنا قبل قليل غضب الناس في مطعم في واشنطن. كيف تنظر إلى التحولات التي طرأت على الرأي العام الأميركي تجاه الكيان الإسرائيلي؟

 

عامر زهر: الحركة الصهيونية في أميركا خسرت حرب الرسالة، قبل سنتين لم يكن هناك أي أميركي يعرف ما هي فلسطين أو غزة أما اليوم الجميع يعرف، قبل ذلك كانت الجالية العربية والإسلامية في ديربورن أو نيويورك أو شيكاغو كانت وحيدة، أما اليوم يتمّ تنظيم المظاهرات والمسيرات بدوننا، كل الجاليات الأميركية تقف إلى جانب فلسطين والشعب الفلسطيني وهذا الأمر لا رجعة فيه، فالشعب الأميركي استيقظ وصار يعرف مَن هو الفلسطيني وما هي القضية الفلسطينية. كنا نرغب دوماً بأن يتعلم كل أميركي لأنه سيكتشف لاحقاً من هو صاحب الحق. العرض الذي أقدّمه حالياً باسم "الحقيقة" وثد قدّمته قبل السابع من أكتوبر، الحقيقة هي مع الفلسطينيين والعرب، لو علم كل أميركي القليل عن القضية الفلسطينية فسيكون معنا وهذا ما حدث، لن نعود إلى ما قبل 7 أكتوب. أنا متفاءل اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى.

بيار أبي صعب: أستاذ خالد الريسوني إسرائيل تقتل ولا تقاتل، تغدر بالمفاوضين، تقتل المدنيين، النساء والأطفال، تغتال الأطباء والصحافيين، تدمّر المدن وتطرد أهل الأرض، تغتصب الحقوق وتحتقر الشرعية الدولية لكن رغم التفوّق التكنولوجي والدعم الغربي الرسمي غير المشروط والإفلات من المحاسبة يبدو أن هناك شيء جذري تغيّر ما هو برأيك؟ وكيف يمكن الاستفادة منه في معركة استعادة الحقوق؟

 

خالد الريسوني: أظن بأن الفلسطيني عرف خلال مدةٍ طويلة ما يمكن أن نسمّيه الركود أو الصمت على كل الممارسات التي تُقترف ضد الشعب الفلسطيني والتي تمر مرور الكرام. أظنّ بأن هناك شيء يتمّ الحديث عنه وهو غير صحيح، الكل يعتبر بأن السابع من أكتوبر هو بداية، باعتقادي أن هذه هي النقطة التي أفاضت الكأس والتي جعلت العالم كله يكتشف حجم الإبادة التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني والتي يتمّ تمريرها عن طريق ما يسمّى الآن بالنظام العالمي أو ما يمكن أن نسمّيه المؤسسات التي هي في الواقع مؤسسات يقف خلفها اللوبي الصهيوني الذي يمرّر كل هذه الجرائم. الجرائم ارتُكبت منذ أربعينيات القرن الماضي، القضية الفلسطينية لها تاريخ يعود إلى القرن ما قبل الماضي، وبالتالي الشيء الذي أضافه السابع من أكتوبر هو أنه أعطانا إشراقةً لوعيٍ كان مغيّباً. الآن يمكننا أن نقول بأن الشارع سواء في أوروبا أو في أميركا أو في العالم، الشارع نزل إل الميادين لكي يقول نحن نعرف الحقيقة، لقد انكشف القناع وهذه الدولة التي صنعتموها هي دولة غادرة، دولة تقترف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الأطفال والنساء العزّل. كل فلسطيني له الحق بأن يمارس المقاومة لأنه يقع تحت الاحتلال. كل شعب محتل ينبغي أن ينهض ويدافع عن نفسه بكل الطرق المتاحة. 

 

بيار أبي صعب: وهذا ما صار راسخاً لدى الرأي العام الغربي بشكلٍ عام. 

 

خالد الريسوني: نحن الآن نعيش مرحلة جديدة، هذه المرحلة ينبغي استثمارها بشكلٍ جيد من طرف كل الذين يدافعون عن القضية، كل سفراء القضية في العالم. 

 

بيار أبي صعب: على ذكر استثمار هذه اللحظة أستاذ ريسوني منذ أيام وأنظار العالم مسلّطة إلى الموانئ التي تجمّعت فيها سفن أسطول الصمود العالمي المتجهة إلى غزة لكسر الحصار. الكاتبة والأكاديمية اللبنانية لينا الطبال سافرت إلى تونس والتحقت بالمناضل والمناضلات الآتين من العالم أجمع للإبحار إلى غزة، نستمع إلى شهادتها ثم إلى شهادة أحد الوجوه البارزة في الأسطول، عنيتُ المناضل ماندلا مانديلا حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، نشاهد معاً. 

ماندلا مانديلا: أنا أحد المشاركين من جمهورية جنوب أفريقيا في أسطول الصمود العالمي، نحن هنا في تونس لنستقبل ونلتحق برفاقنا وإخواننا وأخواتنا الذين أبحروا في 31 أغسطس من برشلونة، ومن المترقّب أن يحطّوا رحالهم هنا في الأيام القليلة المقبلة. وتالياً نحن نتطلّع نحو الإبحار معاً إلى غزة، مهمّتنا واضحة، نريد فك الحصار عن غزة ونحن نحمل أكبر قدرٍ ممكن من المساعدات الإنسانية إلى أخواننا وأخواتنا في غزة الذين يتعرّضون للإبادة على يد كيان الفصل العنصري "إسرائيل". نحن بذلك نقول على الإبادة أن تتوقف حالاً.      

لينا الطبّال: ما نقوم به هو لحظة تاريخية، مشاركون من 44 دولة جاءوا بمهمة إنسانية حاملين أدوية وطحيناً وغذاء لأشخاص يبادون بالجوع وبالمرض، بالقصف وبالقتل وبالحرق. قد يتساءل البعض ماذا ينفع كل ذلك؟ لم تصلوا وقد جرى اعتقالكم واعتراض رحلتكم، أجيبكم بالتالي نحن كسرنا الحصار منذ لحظة انطلاق هذا الأسطول، كسرنا الحصار منذ أول نسمة هواء لا مست العلم الفلسطيني، كسرناه منذ أول موجة ارتطمت بالسفينة. هذا الحصار ليس فقط حصاراً جغرافياً إنما هو حصار على الوعي وعلى الكرامة وعلى الحياة وكسر الحصار يبدأ بالفعل لا بالوصول فقط. 

 

بيار أبي صعب: أستاذ فيوليت داغر كما قالت الدكتورة لينا طبّال 50 سفينة من 44  دولة محمّلة بالمواد الحيّة وعلى متنها نجوم وشخصيات سياسية وعالمية ومناضلين، هذا أضخم أسطول لمهمّة إنسانية، برأيك ما أهمية هذه المبادرة؟ 

 

فيوليت داغر: هذه المبادرة ومبادرات أخرى مثل إضرابات الجوع التي أُعلن عنها قبل أيام في 16 و23 من أجل أن نقول إننا هنا ونحن نتضامن مع أنفسنا عندما نتضامن مع غزة وفلسطين، وأننا لا نقبل بأن يُقاد العالم بهذه الطريقة وأن يُغيّّب الوعي وتُغيَّب الأخلاق من التحكم بهذا العالم. أعتقد بأنهم لن يصلوا إلى هدفهم، سيبحرون ولكن بالتأكيد أن هذا العدو يتوحّش يأكثر فأكثر، ولهذا لا يريد لأحد أن يسجّل انتصاراً، لهذا ربّما سيستعمل كل ما يستطيعه من أجل منع هذا الأسطول من الوصول وربما بدأ باستهدافه قبل أن ينطلق.

 

بيار أبي صعب: هذا يعني أن العدو خائف وهو إنجاز بحدّ ذاته.

 

فيوليت داغر: بالتأكيد هناك إنجاز للرأي العام وفي الإعلام الذي هو هو تحت سيطرة هذا اللوبي الداعم لإسرائيل، وهذا اللوبي هي هذه الشركات التي تتحكم بهذا العالم منذ عقود والتي هي خلقت إسرائيل المتقدّمة في منطقتنا من أجل وضع يدها على ثرواتنا وعلى الخطوط البحرية والممرات وكل شيء. إذاً العالم يُقاد بهذه الطريقة، إلى متى يبقى ذلك ممكناً ومستمراً. هناك عملية تحوُّل كبيرة في الرأي العام، وكان لما حصل في غزة فضلٌ كبير في أن يعي هذا العالم لما يحصل.

 

بيار أبي صعب: أستاذ عامر أريد رأيك أيضاً بأسطول الصمود العالمي علماً أن إسرائيل قصفته بالمسيّرات في مرفأ سيدي بوسعيد التونسي قبل أن يبحر، وكان رد المناضلين "ماضون إلى غزة لن نتراجع أمام وحشية العدوان". 

 

عامر زهر: مسيرة السفن بشكلٍ عام هي عبارة عن مظاهرة أو مسيرة كتلك التي تحدث في نيويورك أو لندن أو ديربورن، هي حركة نقول من خلالها للعالم أن الشعب الفلسطيني موجود وأن نجذب الأنظار إلينا، قديماً كان الأفراد الذين يبحرون في هكذا سفن كانوا من المسلمين أو الأتراك أو العرب أو يدركون القضية الفلسطينية جيداً، اليوم بتنا نرى أفراداً على متن هذه السفن من مختلف الجنسيات والأقليّة منهم عرباً، اليوم هناك الكثير من السفن التي تُبحر نحو غزة والتي ربمّا لن تصل ولكن ليست هذه هي الرسالة. الرسالة هي أننا جذبنا الرأي العام العالمي إلى قضيّتنا، تحركات الحقوق المدنية في أميركا تستحوذ في البداية على اهتمام الرأي العام ثم تنتصر في المحاكم وهذا ما يحصل اليوم مع بعض الطلاب الذين سُجنوا مثل محمود خليل وغيره، وربّما تنتصر لاحقاً في الساحة السياسية ولكن هذا ليس شرطاً. حينما تجذب الرأي العالم وتنتصر في المحاكم فهذا يعني أنك انتصرتَ في حركة الحقوق المدنية. آخر حكومة وقفت مع نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا هي أميركا،  نيلسون مانديلا كان على قائمة الإرهابيين في أميركا حتى العام 1979، نحن لا نركن إلى السياسيين بل إلى الشعب، وأنا أرى أن الشعب يتماهى مع الشعب الفلسطيني بشكلٍ تاريخي.

 

بيار أبي صعب:  بالنسبة لمنظّمي أسطول التضامن العالمي لديهم إيمان بأنهم سيصلون، هم مؤمنون فعلاً بأن هذا الإنجاز يجب أن يحقق هدفه، 50 سفينة على متنها نجوم من العالم أجمع وبالتالي من الممكن أن يحرزوا تقدماً ونحن نشجّعهم ونهنّيهم ونتمنى لهم التوفيق.

أستاذ خالد الريسوني تبدو الشعوب وقد تحرّرت فجأةً في الغرب من تأثيرات الدعاية الصهيونية المزيّفة والهسبرة، وتلجأ السلطات الغربية أمام هذا الاحتجاج الشعبي الواسع عندما تدعم الإبادة إلى قمع المتضامنين مع غزة، الشرطة في برلين تعتدي بعنفٍ على المتظاهرين، الشرطة البريطانية تعتقل حتى المسنّات المسنّين لأنهم متضامنين مع "بالستاين أكشن" وفي إسبانيا حيث تقيم حضرتك تحوّل سباق فويلتا الشهير للدراجات إلى ساحة تضامن مع غزة، واختُصرت بعض المراحل واضطرت الشرطة إلى نشر 1500 عنصر أمن لحماية الفريق الإسرائيلي المشارك الذي تعرّض للاعتداء المباشر في بلباو وغاليسيا، كيف تقرأ هذا المشهد بكليّته؟

 

خالد الريسوني: أولاً لا شك بأن الوعي بالقضية الفلسطينية أصبح أعمق في بلدٍ مثل إسبانيا أو مثل كل البلدان الأوروبية وفي ألمانيا، كلّما أثير موضوع القضية الفلسطينية نجد دائماً شعار معاداة السامية، الآن الكل تخلّص من هذه العقدة، ليس هناك أي معاداة للسامية عندما نواجه دولة إرهابية تمارس مختلف أشكال الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وخصوصاً الأطفال والنساء والشيوخ وكل المجتمع المدني الفلسطيني. إذاً هذا الانكشاف الذي صار هو الذي أعطانا حركة احتجاجية لها أشكال مختلفة، وأحد هذه الأشكال هو الرفض المطلق لاحتضان أي فريق أو أي ممثّل لدولة الكيان. مثلاً كنتُ أقرأ الأخبار وسمعتُ مدرب منتخب إيطاليا يقول إنه كان يبنغي أن يتمّ إقصاء هذا الفريق من الأصل مثلما فعلوا مع روسيا، لماذا حرّكوا آلية الإبعاد بالنسبة لروسيا لكي لا تشارك في كأس العالم ولم يفعلوا الأمر بالنسبة لإسرائيل، قال أنا أفتخر أن هذه المقابلة التي أقصينا فيها المنتخب الإسرائيلي هي أهم مقابلة في تاريخي الكروي. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن كل الشرائح، لاعبو كرة القدم، هؤلاء العدّائين في سباق الدراجات طالبوا من اللجنة المنظمة أن تقصي هذا الفريق الإسرائيلي، لكن بما أن الآليات التي ينبغي من خلالها أن يتم إقصاء هذا المنتخب لم تُفعَّل نزل الناس إلى الشوارع.

 

بيار أبي صعب: وشاركوا وعبّروا عن موقفهم والنتيجة كانت ممتازة في هذا السباق، أنا أوافق معك. فاصل قصير نعود بعده مباشرةًً إلى شهادة المخرج الفلسطيني علاء دامو الموجود حالياً في غزة لتصوير فيلم سينمائي وبعدها نواصل النقاش. 

 

علاء دامو: اليوم نرى تحولأً في الرأي العام الغربي تجاه الكيان الصهيوني كأحد أهم المكاسب المعنوية التي تحققت في العقود الأخيرة، هذا كان تحولاً ثقافياً وأخلاقياً ناتجاً عن تراكم سنوات طويلة من السرد الفلسطيني المقاوم سواء في الصحافة أو في الأدب أو في السينما أو حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. السينما والفنون الفلسطينية لعبت دور كبيراً في كسر هذا الاحتكار للسردية الإسرائيلية، نتحدّث عن صورة طفل تحت الركام أو المرأة التي تلد على الحاجز أو المخرج الذي يصوّر فيلمه على أطلال منزله المدمّر، كلها مشاهد هزّت الضمير الغربي. ما حصل في مهرجان البندقية مؤخراً هو تتويج لمسارٍ طويل، المهرجانات الأوروبية باتت أكثر جرأةً في منح الفلسطيني مساحةً للظهور للاعتراف بمعاناته ولفضح إسرائيل ليس فقط كدولة احتلال بل كمنظومة استعمارية عنصرية، لكن أنا اليوم كمخرج فلسطيني أرى أن هذا التحول غير مكتمل وغير مستقر وهش، يتراجع بفعل الضغوط السياسية واللوبيات، لذلك تقع على عاتق السينما الفلسطينية مسؤولية كبيرة جداً في تعميق هذا الشرخ في الرواية الغربية التقليدية وتثبيت صورة الفلسطيني كإنسان يمتلك حق الحياة والحرية والعدالة. السينما هنا تحوّلت من فن جمالي إلى سلاح ثقاف يحاصر الأكاذيب ويجعل العالم يقف أمام الحقيقة وجهاً لوجه.

 

بيار أبي صعب: أهلاً بكم مجدداً أعزائي المشاهدين في هذه الحلقة من "على محمل الجد"، اسمحوا لي أن أعيد الترحيب بضيوفنا الليلة: فيوليت داغر في بيروت، عامر زهر في ديربورن ميشيغان، وخالد الريسوني في مدريد. نصل الآن إلى الجزء الثاني من حلقتنا مع فقرة "على محمل النقد"، العالم السينمائي الأوروبي والغربي عموماً تحوّل إلى ساحة مواجهة ضد الكيان الإسرائيلي. من مهرجان تورنتو حيث اشتعلت احتجاجات على مشاركة فيلم إسرائيلي عن 7 أكتوبر إلى مهرجان البندقية حيث استُبعدت المجنّدة الإسرائيلية غال غادوت ووقّع ألف وخمسمئة مبدع ومنتج ومثقف بياناً تضامنياً مع غزة، واحتفى المهرجان بفيلم كوثر بن هنية عن هند رجب. هنا شهادة الناقد اللبناني شفيق طبارة الذي كان حاضراً في البندقية. 

 

شفيق طبارة: عند بدء المهرجان بدأت دعوات للتظاهر دعماً لغزة وإدانةً لإسرائيل، في يوم الافتتاح قامت تظاهرة عند السجاددة الحمراء قبل عرض فيلم "كوثر بن هنية "صوت هند رجب"، كل المخرجين والمخرجات خلال المؤتمرات الصحافية أو على السجادة الحمراء أدانوا إسرائيل ودعموا غزة سواء من خلال أحاديثهم أو من خلال الدبابيس المعلّقة على صدورهم. في يوم عرض فيلم كوثر بن هنية صباحاً تخطّينا كلمة إدانة واحتفاء، الفيلم تخطّى السينما وصوت هند رجب تخطّى كل ما حدث في المهرجان، لم يعد بإمكاننا الحديث عن سردية لأنه من المستحيل أن تكون هناك سردية مضادة، الفيلم كان واضحاً وشفافاً جدأً إن كان في الدراما التي قدّمتها كوثر بن هنية عن القصة أو عن القصة الحقيقية التي حدثت. الفيلم لم يحصد جائزة بسبب الاحتفاء به بل إن في ذلك تسطيح له بل لأن الفيلم كان مؤثراً. بعد عرض الفيلم لم يعد الحديث بين النقّاد والصحافيين والممثلين والمخرجين والمخرجين حول ما إذا كان الفيلم سينل جائزة بل هل سينال الأسد الذهبي. كان من المخطط أن يُقدَّم الفيلم في مهرجان كان ولكن هذا الأخير رفض عرضه. أيضاً خلال المؤتمر الصحافي النهائي للجنة التحكيم هدّد أعضاء من لجنة التحكيم بالاستقالة إذا لم يحصل الفيلم على جائزة الأسد الذهبي.

 

بيار أبي صعب:  أستاذ عامر زهر هل تابعت قليلاً معركة البندقية إذا جاز التعبير؟ الفيلم الذي تحدث عنه الأستاذ شفيق طبارة "صوت هند رجب" شارك في إنتاجه نجوم من هوليوود مثل براد بيت وفينيكس وغيرهما، هل تابعتَ هذه المعركة قليلاً؟

 

 

عامر زهر: الفن بشكل عام هو عبارة عن فنان يقدّم الحقيقة بشكل فني، الفن مستوحى من الحقيقة أو الفن الأصلي، أنا ككوميدي يسألني الجمهور ما إذا كنتُ أمزح، أنا لا أمزح ولكنني أستعمل الضحكة لإيصال رسالة حقيقية، الحقيقة هي الفن الأقوى. رغم شكوكي بهوليوود فإننا بتنا نرى أن الحديث عن فلسطين لا يجعلنا على القائمة السوداء كمان في السابق، وقد رأينا ذلك مع فيلم صوت هند رجب. أنا كنتُ في مهرجان الأفلام الدولية بتورنتو قبل أسبوع وكان يشارك فيه فيلم فلسطين 36 للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر من بيت لحم، فيلم عن أحداث سنة 1936 بين الصهاينة بفلسطين والبريطانيين والجالية الفلسطينية، فيلم جميل جداً، وفي نهاية الفيلم كان هناك تصفيق حار لمدة 15 دقيقة في تورنتو، بتنا نرى أن الرسالة الفلسطينية تصل إلى العالم، مشكلتي مع غال غادوت ليست أنها يهودية أو إسرائيلية بل لأنها غير متمكّنة فنياً، لا أدري كيف وصلت إلى هذا المستوى في هوليوود، ولكن حين هدف هوليوود هو إيصال رسالة صهيونية رفعوا غال غادوت، هي لا تمتلك الموهبة الفنية. الفنانون العرب والفلسطينيين في هولييوود يقدّمون كل ما هو شفاف وذكي والناس يستوعبون ورسالة فلسطين تصل إلى أعلى المستويات في هوليوود وفي مهرجانات الأفلام وكله مستوحى من 7 أكتوبر.

 

بيار أبي صعب: شكراً أنك ذكرتَ المخرجة العظمة آن ماري جاسر التي نوجّه لها التحية وكان لا بدّ من ذكر فيلمها الجديد. دكتورة فيوليت داغر في مكسيكو وفي واحدةٍ من أكبر ساحات أميركا اللاتينية أقام مغني الراب البورتوريكي ريزيدينتي حفلاً تحوّل الى مهرجان بحضور أكثر من 300 ألف مشاهد تضامناً مع فلسطين، ودعا خلالها عائلة من غزة إلى المسرح وتعاطفوا معها، هذا التضامن الفني كما تحدّث الأستاذ عامر زهر، الفن الذي يحمل بجماليته القضية،هل برأيك وأنا أتحدّث مع المناضلة في حقوق الإنسان، هل نجح الفن في أن يحقق  أهدافاً دفاعاً عن فلسطين ودفع الناس إلى مناصرة فلسطين ووعي القضية الفلسطينية أكثر من الجمعيات المناضلة من أجل حقوق الإنسان؟

 

فيوليت داغر: يمكننا أن نقول ذلك لان الفن يؤثّر في عامّة البشر بشكل كبير والجمعيات الحقوقية ربما أعمالها لم تكن مرئية في أحيانٍ كثيرة. وبالتأكيد كان هناك تراكم، لا نستطيع أن نفصل كل هذا عن بعضه، هذا التراكم يؤدي فيما بعد لأن يتمظهر في مكانٍ ما وبشكلٍ من الأشكال، نحن اليوم في عملية تسارع لأن التوحش ازداد بشكل أن هذا التغيير الذي هو قادم لا محالة، نحن اليوم في منعطف كبير جداً وحالة لا استقرار ولهذا نرى من جهة هذا الصعود في الوعي وفي الأخلاقيات ومن جهة أخرى هذا التوحش بالقمع والمراقبة ومحاولة الإذلال أيضاً، كل هؤلاء الذين يتحركون لأنهم يعانون ويدفعون أثماناً باهظة جداً يجب أن نوجّه لهم التحية لصمودهم على مواقفهم. أعتقد أننا مقبلون على وضع خطير لأن الذين يتراجعون لم يتراجعوا بشكل كافٍ وهم ما زالوا يستعملون وسائلهم القمعية والأخطر من قمعية بمعنى أن منظمة الصحة العالمية مثلاً التي منذ هذا الشهر فُرضت على كافة الشعوب هي التي تقرر متى يكون هناك من أوبئة.

 

بيار أبي صعب: أي أنه يجب أن تزداد الجبهة الاخلاقية زخماً لأن القادم أصعب. 

 

فيوليت داغر: هناك معركة وعي يجب أن تخاض بكل الأشكال المتاحة من أجل أن نكمل هذا المسار، من صدع غزة هناك تحولات كبرى تحصل فعلينا أن نُبقي عليها ساخنة من أجل أن نربح المعركة لأن الذي سيواجهنا خطير جداً. 

 

بيار أبي صعب: دكتور خالد الريسوني مئات الكتّاب والمخرجين والممثّلين وكتّاب السيناريو في هوليوود بينهم يورغوس لانثيموس، جوشوا أوبنهايمر، مارك رافالو، تيلدا سوينتون وقّعوا في جريدة الغارديان البريطانية تعهّداً بعدم العمل مع مؤسسات السينما الإسرائيلية المتورّطة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري بما في ذلك المهرجانات ودور السينما وهيئات البث وشركات الإنتاج. هل تنفع برأيك مع الكيان الصهيوني أساليب المقاطعة التي اعتُمدت 1994 مع نظام الفصل العنصري في أفريقيا الجنوبية؟ 

 

خالد الريسوني: سأحاول أن أناقش هذا الموضوع من وجهة نظري كشاعر ينتمي إلى الحركة الشعرية العالمية. الحركة الشعرية العالمية التي تمّ إنشاؤها في ميديين مثلاً منذ عشر سنوات تقريباً، الآن تبنّت موقفاً أساسياً بمقاطعة كل الشعراء الإسرائيليين حيث لا يتمّ استدعاءهم حالياً للمهرجانات في أميركا اللاتينية. مهرجان ميديين ومهرجان فنزويلا بكراكاس تمّ تخصيصه للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، وتمّ تكريم دولة فلسطين في دورتي المهرجان في الصيف الفائت في يوليو. هناك حركة تحاول الآن أن تعيد ترتيب الأوراق لأن هناك وعي أساسي بأنه لا مكان لدولة الكيان الصهيوني في الإبداع الشعري العالمي أسوةً بما يحدث في السينما والمسرح، أهم المهرجانات العالمية الآن تحتفي بالقضية الفلسطينية وتتضامن مع غزة، مثلاً الحركة الشعرية العالمية قامت عن طريق المسار الافتراضي بقراءات شعرية شارك فيها مئات الشعراء من العالم لأن الحركة لها فروع في كل دول العالم وتحاول من خلال هذه الفروع أن تقوم بمهرجانات تضامنية شعرية مع الشعب الفلسطيني. إذاً الفن والآداب ينبغي أن يخصّصا حيّزاً مهماً للقضية الفلسطينية لأن الشعراء والفنانين هم الذين يحملون جوهر الإنسان، فإذا لم يستطع هؤلاء أن يعكسوا هذه المأساة التي عانى منها شعب خلال عقودٍ من الزمن، ثمانية عقود من الزمن أو أكثر، إذا لم يستطع الفن والأدب أن يُفرد لهذه المأساة الإنسانية إبداعات فعلينا ن نغسل أيدينا من الفنون والآداب. 

 

بيار أبي صعب: أستاذ عامر زهر أنت فنان ومؤثّر في الرأي العام، هل لاحظت تغيُّراً في علاقة جمهورك الأميركي بأعمالك أم لا تزال الأكثرية خاضعة لتأثيرات الإعلام المهيمن وهوليوود وسائر أدوات الحرب الناعمة المنحازة لإسرائيل؟

 

عامر زهر: هناك تغيّر في طبيعة الناس الذين يحضرون العروض، لقد توقفتُ عن العرض لمدة طويلة بعد السابع من أكتوبر بسبب الإبادة وكان الأهم هو إيجاد السبل لمساعدة الشعب في غزة، ولكن بعد بضعة أشهر عاودتُ تقديم ولاحظتُ تغيراً في طبيعة الجمهور، كان هناك عرب وأميركيون ولكن حالياً الأكثرية هم أميركيين أو من غير العرب، أتوا ليعرفوا أكثر عن القضية الفلسطينية أو للتضامن مع الشعب الفلسطيني. هناك تغيُّر في الرأي العام، لن نعود إلى ما كان عليه الحال قبل 7 أكتوبر. لقد شاركتُ في حملة بيرني ساندرز في العام 2016 وفي 2020 ولاحظنا أن هناك انفتاح على القضية الفلسطينية خلال هاتين الحملتين، اليوم لو ترشّح بيرني ساندرز مرة جديدة للرئاسة فسيفوز لأننا لاحظنا في أوساط الشباب والجالية ما دون الأربعين في أميركا أن القضية الفلسطينية أصبحت القضية الأهم سياسياً. الجالية العربية في ديربورن ميشيغان التي هي ولاية متأرجحة كانت قضية غزة هي السبب الرئيسي في هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات. لقد دخلنا مرحلة تاريخية جديدة وعصراً سياسياً وفنياً جديداً في أميركا، ولقد أصبحتُ أكثر تفاؤلاً وعلى يقين بأن الانتصار قريب.

 

بيار أبي صعب: أستاذ خالد الريسوني على ذكر التفاؤل والانتصار القادم، بيني موريس تعرفه بالتأكيد وهو أحد المؤرخين الجدد في الكيان أعلن قبل ست سنوات في حوار لصحيفة هآرتس "لا أرى لنا مخرجاً، سينتصرون علينا، إننا نحكم شعباً محتلاً بلا حقوق وهذا وضعٌ لا يمكن أن يدوم". أما أبراهام بورغ الذي كان رئيساً سابقاً في الكنيست كتب في الغارديان البريطانية في عز الانتفاضة الثانية في العام 2003 "إسرائيل غيتو صهيوني يحمل أسباب زواله في ذاته". هل بدأت إسرائيل برأيك تخسر معركة الوجود؟

 

خالد الريسوني: أظن أن إسرائيل في الوقت الحالي تعيش الاحتضار، هو احتضار بطيء ولكنه في النهاية سيُنهي هذا الكيان من الوجود. أظن بأن الجهة الوحيدة التي تدعم إسرائيل حالياً هي الولايات المتحدة الأميركية، ولا أعتقد بأن المسألة هي مسألة احتضان من أجل المصلحة العامة وإنما هنك احتضان لأن الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية نعرف كيف تجري ونعرف بأن هناك لوبي صهيوني، وهذا اللوبي يستعمل المال والإعلام.

 

بيار أبي صعب: ما يهمّني هو فكرة أن اسرائيل تحمل في نفسها بذور زوالها، أليس كذلك؟

 

خالد الريسوني: تماماً، إسرائيل سائرةٌ إلى حتفها.

 

بيار أبي صعب: أشكرك، نختم معكِ أستاذة فيوليت داغر، التحولات التي تحدّثنا عنها طوال هذه الحلقة في الرأي العام مهمة وواضحة وغيّرت شيئاً أساسياً ولكن لم ينتقل هذا التغيير إلى الحكومات التي ما تزال تحمي الإبادة وتموّلها وتدافع عنها وتبرّئ إسرائيل من جرائمها. جورج حبش كان يقول "طريق فلسطين تمرّ في الأنظمة العربية"، هل تمرّ طريق فلسطين اليوم في الأنظمة الغربية؟ هل يجب حدوث تغيير أساسي في السياسة الغربية حتى تتراجع إسرائيل عن جرائمها وتغوّلها؟

 

فيوليت داغر: نعم أعتقد ذلك وأعتقد أننا بحاجة إلى حلقة أخرى لنبحث كيف سيكون هذا التحول ومَن الزي سينتصر في النهاية. هل نحن بما فعلناه وبما دفعناه من أثمانٍ سنصل إلى نتيجة؟ بالتأكيد سيكون هناك دولة فلسطينية، وبالتأكيد سيكون هناك قريباً جداً أيضاً تغييرات في المنطقة لأن هناك ترتيبات وأصحاب المصالح وأصحاب القرار لا يهمّهم أن يخسروا على طول الخط بمصالحهم وباستثماراتهم، فهم أقاموا مشاريع وأرادوا أن يضعوا ايدهم من أجل أن يعتاشوا على ظهورنا لكنهم وجدوا أن ذلك ليس بالأمر السهل. كيف سيتحولون الآن إلى عملية أخرى لها شكل آخر، نوع من التطبيع أو التوافق مع شعوب هذه الأرض من أجل أن يكونوا موجودين ليستثمروا ولكن بالسلم أي أن يكون هناك سلم اقتصادي بدلاً من الحروب والحصارات وإلى آخره. 

 

بيار أبي صعب: بالفعل هذا يتطلّب حلقة أخرى لنرى كيف يتمّ الانتقال والتحول باتجاه تراجُع إسرائيل. كلمة الختام لعالم الاجتماع المصري الراحل عبد الوهاب المسيري "المقاومة في فيتنام لم تهزم الجيش الأميركي وإنما أرهقته لدرجة اليأس، وهذا ما فعله المجاهدون في الجزائر لتحرير بلدهم من الاستعمار الفرنسي. في حروب التحرير لا يمكن هزيمة الاحتلال عسكرياً، الهدف هو إرهاقه حتى يسلّم بالأمر الواقع".

شكراً لضيوفي: فيوليت داغر، عامر زهر، خالد الريسوني، شكراً على المتابعة وإلى الأسبوع المقبل.