قاوم القلق واضطرابات النوم بالمغنيسيوم

المغنيسيوم ليس علاجاً سحرياً، لكنه يقوم بدور مهم في دعم وظائف الجهاز العصبي، وقد يسهم في تحسين جودة النوم وتخفيف القلق لدى من يعانون من نقص المغنيسيوم.

  • مصادر المغنيسيوم: البقوليات والخضراوات الورقية الداكنة والمكسرات بأنواعها والبيض واللحوم الحمراء والحبوب الكاملة
    مصادر المغنيسيوم: البقوليات والخضراوات الورقية الداكنة والمكسرات بأنواعها والبيض واللحوم الحمراء والحبوب الكاملة

تحوّلت المكمّلات الغذائية خلال الأعوام الأخيرة من منتجات مخصصة لفئات محدّدة، يجري تناولها عادة بناءً على استشارة طبية، إلى ثقافة صحية واسعة الانتشار، يتناقلها الأفراد وفق تجاربهم الشخصية وعبر المنصات الرقمية.

وبرز أخيراً المغنيسيوم بوصفه "المعدن المنقذ" الذي يروّج له كحل طبيعي لتحسين اضطرابات القلق ومشكلات النوم ودعم التركيز.

ووفقاً لتقرير حول اتجاهات المكمّلات الغذائية لعام 2024 من وكالة "سبايت" Spate المختصة برصد اتجاهات صناعة مستحضرات التجميل والأغذية، فإنّ المغنيسيوم يُعدّ المكمّل الغذائي الأكثر طلباً، إذ يبحث عنه نحو 3.3 ملايين مرة شهرياً وشهد زيادة هائلة خلال العام الماضي.  

المغنيسيوم وأصل الحكاية من بحر إيجة

في هذا السياق، توضح بشاير الصوينع، استشارية علاجات الأمراض المزمنة في السعودية، أنّ "اسم المغنيسيوم نفسه يحمل قصة تاريخية تعود لمنطقة ماغنيزيا على الساحل الشرقي لبحر إيجة، حيث استخدم اليونانيون القدماء أملاحاً بيضاء من تلك الأرض لأغراض طبية وتطهيرية. ومن هذه المنطقة اشتق اسما عنصرين كيماويين هما المغنيسيوم والمنغنيز، مما تسبّب بلبس تاريخي لا يزال يتكرّر بين الناس حتى اليوم".

وتقول: "أما اليوم، فإنّ النقاش يدور حول المغنيسيوم كمكمّل غذائي يروّج له بصورة واسعة، خصوصاً في ما يتعلق بقدرته على تهدئة الأعصاب وتحسين النوم". وهنا توضح الصوينع أنّ "المغنيسيوم ليس علاجاً سحرياً، لكنه يقوم بدور مهم في دعم وظائف الجهاز العصبي، وقد يسهم في تحسين جودة النوم، وتخفيف القلق عند من يعانون نقصاً فعلياً فيه".

وترى أنّ الترويج له "كعلاج أساس للقلق أو الأرق مبالغ فيه ويجب عدم الاعتماد عليه من دون تقييم شامل، إذ تختلف أملاح المغنيسيوم في معدل الامتصاص وكذلك تختلف في توصيات الاستخدام بحسب كل نوع، فبالتالي اختيار النوع يعتمد على الهدف من استخدامه. كما توجد عدة أشكال دوائية مثل الحبوب الصلبة أو الشراب".

مدة استخدام المغنيسيوم

يوصى بالمغنيسيوم،  وفق الصوينع "في حالات النقص المثبت في التحاليل، وكذلك كمكمّل لمرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم بحسب تقييم الحالة، وأحياناً في حال استخدام أدوية قد تسبّب نقص المغنيسيوم مثل أدوية حموضة المعدة لفترة طويلة، كما أنه قد يسبّب أعراضاً جانبية، خصوصاً إذا لم يكن تحت إشراف طبي كالغثيان أو اضطراب المعدة وفي حالات الجرعات العالية جداً ضعف الكلى أو اضطراب نبضات القلب".

ولا ينصح تناول المكمّلات من دون تقييم طبي لأكثر من أربعة إلى ستة أسابيع، بحسب الصوينع، وتوصي "بقراءة ملصق التركيب قبل الشراء، وتجنّب المنتجات التي تحوي إضافات صناعية كثيرة أو تركيزات مبالغاً فيها أو مواد غير معروفة، والتأكّد من وجود ختم عالمي أو وطني مثل هيئة الغذاء والدواء في البلد، واختيار منتجات من شركات موثوقة".

أسباب نقص المغنيسيوم

أما عن أسباب نقص المغنيسيوم في الجسم، فتشير اختصاصية التغذية رند البديوي إلى أنّ ذلك يعود للتحوّل في أنماط التغذية الحديثة، "خصوصاً أننا لم نعُد نتناول بعض الأطعمة الغنية بهذا العنصر مثل الكبد والمكسّرات النيئة، فضلاً عن البقوليات التي بات بعضهم يتجنّبها لما قد تسبّبه من شعور بالانزعاج الهضمي، مما أسهم في تقليل استهلاكها، بالتالي انخفاض مستويات المغنيسيوم في الجسم، مما قد يؤدي إلى عدد من الأعراض المزعجة مثل اضطرابات النوم والأرق، وفي بعض الحالات، رعشة في اليدين".

وتوضح البديوي أنه "يمكن تعويض هذا النقص من خلال المكمّلات الغذائية، ولكن ليس قبل إجراء تحليل معادن في الدم لتحديد مستوى النقص بدقة"، مشدّدة على أنّ "تعويض المغنيسيوم يجب أن يكون مبنياً على حاجة فعلية، ولا يصح تناول المكمّلات بصورة عشوائية".

مصادر المغنيسيوم الطبيعية

أما عن المصادر الغذائية الغنية بالمغنيسيوم، فتلفت البديوي إلى أنّ أبرزها: البقوليات والخضراوات الورقية الداكنة مثل البقدونس والجرجير والسبانخ والـكيل، إضافةُ إلى المكسّرات بأنواعها والبيض واللحوم الحمراء والحبوب الكاملة مثل القمح بقشوره.

وفي ما يتعلّق بأنواعه، تلفت  البديوي إلى أنّ المغنيسيوم مُتاح بصورٍ دوائية عديدة مثل الحبوب الصلبة والجيلاتينية أو الشراب، وأنّ الفاعلية تختلف من نوع لآخر، بحسب نوع الملح وامتصاصه، والهدف من استخدامه، مما يجعل استشارة المتخصص أمراً ضرورياً لاختيار النوع الأنسب.

اقرأ أيضاً: "المغنيسيوم" أو "المعدن السحري".. فوائد مذهلة للصحة!