حقائق صادمة.. 4 أعطال شائعة قد تواجهها الطائرات أثناء الرحلة الجوية

خبراء في الطيران يتحدّثون عن أربعة أعطال شائعة تواجه الطيارين أثناء الرحلات الجوية.. ما هي هذه الأعطال؟ وكيف يتعامل الطيارون معها فعلياً أثناء الطيران؟

0:00
  • حقائق صادمة.. 4 أعطال شائعة قد تواجهها الطائرات أثناء الرحلة الجوية
    عند رصد أيّ مشكلة يتبع الطيارون قائمة تحقّق دقيقة تتضمّن إيقاف تشغيل المحرّك المعطّل والنزول إلى ارتفاع آمن وتحويل المسار أو العودة إلى المطار

أفاد عدد من خبراء الطيران بأنّ بعض الأعطال الجوية، التي قد تبدو كارثية، هي في الحقيقة جزء طبيعي من عالم الطيران الحديث.

يقول الدكتور غيدو كريم جونيور، المحاضر في مجال الطيران بجامعة "غريفيث" الأسترالية، إنّ "الطيارين يتلقّون تدريبات منتظمة للتعامل مع أربع مشكلات فنية أساسية قد تحدث أثناء الرحلة"، موضحاً أنّ "عطل المحرّك يُعدّ أكثرها إثارة للقلق".

يضيف: "معظم حالات الفشل في الجو تُفعّل سلسلة من الإجراءات الدفاعية المصمّمة للحفاظ على سلامة الطائرة وركابها".

اقرأ أيضاً: لماذا لا يمكن فتح أبواب الطائرة أثناء التحليق في الجو؟

وفيما يلي نظرة على هذه الأعطال الأربعة، وكيف يتعامل الطيارون معها فعلياً أثناء الطيران.

1. عطل المحرّك

تعمل معظم الطائرات التجارية بمحرّكين على الأقل يوفّران قوة الدفع اللازمة للطيران. وإذا تعطّل أحدهما، يمكن للطائرة الاستمرار في التحليق باستخدام الآخر، أما في حال تعطّل المحرّكان معاً، فتتحوّل الطائرة إلى وضع انزلاق هوائي يتطلّب هبوطاً عاجلاً للحفاظ على السرعة ومنع السقوط.

وعند رصد المشكلة، يتبع الطيارون قائمة تحقّق دقيقة تتضمّن إيقاف تشغيل المحرّك المعطّل، والنزول إلى ارتفاع آمن، وتحويل المسار أو العودة إلى المطار.

وفي 12 حزيران/يونيو الماضي،  واجهت رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 عطلاً مزدوجاً في المحرّكات بعد الإقلاع، ما أدى إلى فقدان الارتفاع واصطدام الطائرة بالمباني، ما أدّى إلى مقتل 290 شخصاً.

ورغم أنّ مثل هذه الحوادث نادرة جداً، فإنها تُظهر أهمية التدريب المكثّف الذي يتلقّاه الطيارون.

ومن بين الحوادث الشهيرة "معجزة نهر هدسون" عام 2009، عندما نجح الطيار تشيسلي سولينبرغر في الهبوط بطائرة فقدت محرّكيها على نهر هدسون في نيويورك بسلام، وهي الحادثة التي خلّدها فيلم Sully.

2. خلل في معدات الهبوط أو الفرامل

تحتوي الطائرات على عجلات قابلة للسحب تظلّ مطوية أثناء الرحلة وتُفتح قبل الهبوط. إلّا أنّ هذه الأنظمة قد تتعرّض أحياناً لأعطال ميكانيكية أو هيدروليكية.

وفي حال تعطّل معدات الهبوط، قد يضطر الطيار إلى تنفيذ هبوط اضطراري على بطن الطائرة، بعد أن يطلب من الركاب اتخاذ وضعية السلامة.

أما إذا تعطّلت الفرامل، فيلجأ الطيار إلى الدفع العكسي أو الهبوط على مدرج أطول من المعتاد.

3. فقدان الضغط في المقصورة

تحلّق الطائرات عادة على ارتفاع يقارب 36 ألف قدم (10973 متراً تقريباً)، حيث يقلّ الضغط الجوي وكمية الأكسجين بشكل كبير. لذا تحافظ الطائرات على ضغط داخلي مريح يسمح بالتنفّس الطبيعي.

اقرأ أيضاً: حادث اختفاء الطائرة الماليزية من أندر كوارث الطيران

لكن في بعض الحالات النادرة، قد يحدث خلل في الضغط يؤدّي إلى هبوط مفاجئ وسقوط أقنعة الأكسجين وصوت فرقعة في الأذنين.

4. خلل في أجهزة التحكّم بالطيران

تتحكّم أجزاء متعدّدة في اتجاه الطائرة، مثل الدفة في الخلف، والأسطح الصغيرة المتحرّكة التي تقع عادة على الحافة الخلفيّة لأجنحة الطائرة.

وتعمل هذه الأنظمة إما كهربائياً أو هيدروليكياً، وتصمّم بقدر كبير من التكرار بحيث يمكن للطائرة الاستمرار في الطيران حتى في حال تعطّل أحدها.

وعند اكتشاف أيّ خلل، يتخذ الطيارون قراراً فورياً بالعودة إلى المطار أو الهبوط في أقرب مطار آمن.

ويؤكد جونيور أنّ مثل هذه الأعطال، رغم كونها مزعجة ومخيفة للركاب، نادراً ما تهدّد الحياة بفضل التدريب الصارم للطيارين وأنظمة الطائرات المتطوّرة.

ويشرح قائلاً: "الهبوط المفاجئ أو الاضطراري لا يعني وقوع كارثة، بل يشير عادة إلى أنّ أنظمة الأمان تعمل تماماً كما ينبغي".

مع الإشارة إلى أنّ الاضطرابات الهوائية التي يشعر بها الركّاب من حين لآخر، ليست عطلاً فنياً على الإطلاق، بل جزء طبيعي من تجربة الطيران.

لقد أصبح السفر بالطائرة أكثر أماناً، إذ انخفض خطر الوفاة من جراء حوادث الطيران إلى النصف كلّ عقد منذ أواخر ستينيات القرن العشرين، وفق ما أظهرت دراسة أجراها  معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT)  الأميركي.

اقرأ أيضاً: 93% من الطيّارين الألمان يأخذون "قيلولة" في الجو!

اخترنا لك