ما هو المستوى الطبيعي للقلق لدى الأطفال؟.. خبراء يجيبون!

يعاني بعض الأطفال من القلق، إلا أنّ هذه المشكلة تطلب حلاً عندما تتفاقم.. ما هو دور الآباء؟ هل يستطيعون حل هذه المشكلة أم أنّ الإفراط في حماية أطفالهم يزيد هذه المشكلة سوءاً.. خبراء يجيبون!

0:00
  • ما هو المستوى الطبيعي للقلق لدى الأطفال؟.. خبراء يجيبون!
    يلعب الآباء دوراً مهماً في معالجة قلق أطفالهم إضافة إلى تجارب التعلم والبيئة الاجتماعية والعوامل الوراثية دوراً 

يشعر واحد من كل خمسة أطفال في ألمانيا بضغط نفسي أعلى من المتوسط، خصوصاً بعد أن ازدادت أعراض القلق منذ جائحة فيروس كورونا. هذا الأمر كان محور اليوم العالمي للصحة النفسية. فماذا يمكن للآباء فعله؟

يُصنّف 12 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً في ألمانيا أنفسهم على أنهم يعانون من مشاكل في الصحة النفسية، بينما يرى 9% آخرون أنفسهم على حافة هذا الشعور. كانت هذه نتيجة استطلاع شامل للطلاب أُجري عام 2024.

ونادراً ما توجد دراسات موثوقة طويلة الأمد حول الصحة النفسية للأطفال في ألمانيا، ويُقدّر جوليان شميتز، معالج الأطفال والمراهقين، أنّ هناك حوالى واحد من كل عشرة أطفال يعاني من اضطرابات القلق. 

اقرأ أيضاً: أطفال هولندا الأكثر سعادة في أوروبا.. لماذا؟

كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك يعاني من القلق؟

يقول جوليان شميتز في الفيلم الوثائقي العلمي "هل يحتاج طفلي إلى علاج؟" الذي بثته قناة ARD الألمانية: "من الطبيعي تماماً أن يشعر الأطفال بالقلق والخوف"، مضيفاً أنه "في نمو الأطفال، هناك مراحل متكررة يطور فيها الكثيرون مخاوف نموذجية"، وفق ما يوضح شميتز.

مثلاً، يتفاعل الرضع حديثي الولادة بخوف مع الأصوات العالية المفاجئة، وبعدها يتطور لديهم قلق الانفصال، حيث يستطيعون التمييز بين الأشخاص المألوفين وغير المألوفين ويتفاعلون بخوف تجاههم.

أما في مرحلة ما قبل المدرسة، فيخاف الأطفال عادةً من الظلام أو الوحوش، وهو تعبير عن خيالهم المتنامي. وفي سن المدرسة، يمكنهم التمييز بشكل أفضل بين الواقع والخيال.

تهيمن المخاوف الحقيقية، مثل مخاوف الكوارث الطبيعية أو أزمة المناخ أو الحروب. يضاف إلى ذلك مخاوفهم من الحصول على درجات سيئة ومن التنمّر.

اقرأ أيضاً: دراسة تقدم تفسيراً مقلقاً للرهاب من طبيب الأسنان.. ما السبب؟

متى سجب القلق على الأطفال؟

تشير المخاوف المختلفة إلى تحولات في نمو الطفل، كما أنها تشجع على التكيف وتساعد على التأقلم مع الأشياء الجديدة.

وحسب تقرير حول هذا الموضوع نشرته صحيفة "تاغس شاو" الألمانية، فإنه ليس من السهل تحديد متى تتجاوز مخاوف الطفل المعدل الطبيعي، كما يقول المعالج النفسي شميتز: "يجب أن تقلق إذا كان الخوف شديداً للغاية واستمر لفترة طويلة، أو إذا توقف الطفل عن ممارسة الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً بسبب هذه المخاوف".

كما يشير الخبراء إلى أنه "إذا انسحب الطفل لأسابيع أو حتى أشهر، فإنّ هذه تعد علامة تحذير". في هذه الحالة، يُنصح بالتحدث مع معالج نفسي متخصص، كما يمكن أن يشير الصداع وآلام المعدة أيضاً إلى القلق، خصوصاً قبل الذهاب إلى المدرسة.

الآباء يفرطون في حماية أطفالهم والنتيجة سلبية

تختلف الآراء، حتى بين الخبراء، حول التأثير الفعلي للآباء على مخاوف أطفالهم. ينتقد عالم النفس والمؤلف روديغر ماس الإفراط في حماية الآباء لأطفالهم. يوضح ماس قائلاً: "يمكن وصفهم أيضاً بآباء جزازة العشب"، مضيفاً: "أجزّ كل شيء حتى لا يتعثر طفلي، أحاول تنظيف كل شيء مسبقاً".

ووفقاً لماس، فإنّ هذا الحذر قد يُشعر الآباء أطفالهم بأنّ العالم مليء بالمخاطر، وهذا يُثير الخوف.

يرى ماس أنّ اللوم لا يقع على الآباء أنفسهم، بل على المجتمع. يقارن الآباء أنفسهم بشكل متزايد بآباء آخرين، ويتعرضون لضغوط اجتماعية للإفراط في حماية أطفالهم.

لكن المسؤولية لا تقع على عاتق الوالدين فقط، وفق ما يقول شميتز: "تُظهر الأبحاث أنّ مشاكل الصحة النفسية لا تنشأ أبداً لسبب واحد. فبالإضافة إلى الوالدين، تلعب تجارب التعلم والبيئة الاجتماعية والعوامل الوراثية دوراً أيضاً".

اقرأ أيضاً: كورتيزول الشعر يكشف مخاطر الصحة النفسية لدى الأطفال المصابين بأمراض مزمنة

اخترنا لك