الإعلان عن تأسيس "الكتلة الوطنية السورية" لبناء دولة مدنية

شخصيات سورية تعلن تأسيس "الكتلة الوطنية السورية" لبناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة والعدالة الاجتماعية تحت شعار "الدين لله والوطن للجميع".

0:00
  • الإعلان عن تأسيس
    الإعلان عن تأسيس "الكتلة الوطنية السورية" لبناء دولة مدنية

أعلنت شخصيات سورية تأسيس "الكتلة الوطنية السورية"، مؤكّدين أنّ هدفها بناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة والعدالة الاجتماعية، رافعين شعار "الدين لله والوطن للجميع".

بيان التأسيس

وتلا عضو لجنة التواصل في "الكتلة الوطنية السورية" هيثم مناع البيان التأسيسي خلال مؤتمر الإعلان، مؤكّداً أن السنوات الماضية شهدت عسكرة الحراك السوري ومحاولات السيطرة الخارجية على مقدرات السوريين، إضافة إلى احتلال أجزاء من الأراضي السورية من قبل الكيان الإسرائيلي وتركيا.

وأوضح مناع أنّ حرب الإبادة على غزة أسهمت في تغيير موازين القوى والتحالفات، بعدما عمّقت سنوات الحرب الانقسام داخل المجتمع السوري، مضيفاً أنّ "الدول الطامحة للتأثير في الأوضاع السورية سعت للإمساك بالحراك عبر العسكرة أو التطييف".

وأكّد أنّ الاجتماع التأسيسي جاء "لوضع حد لإعادة إنتاج الديكتاتورية بثوب قديم جديد"، داعياً إلى "بناء دولة المواطنة الكاملة والمتساوية في سبيل السيادة والحرية الحقيقية".

وأشار مناع إلى أنّ الكتلة "مدنية سلمية، تسعى للحفاظ على الوحدة الوطنية، ومنع الشرذمة، وضمان حرية الرأي والفكر والضمير"، لافتاً إلى أنّ المشروع يقوم على "تعددية سياسية واضحة، ونظام ديمقراطي تشاركي قائم على فصل السلطات وسيادة الشعب والعدالة الاجتماعية".

وبيّن أنّ الهدف هو "وحدة سوريا حرة ومستقلة في لامركزية موسعة منبثقة من المجتمع، لا من قرارات العاصمة أو الفصائل ولتشكيل جيش وطني لحماية البلاد وتحرير الأرض المحتلة" .

المبادئ الملزمة

بدوره، تلا عضو لجنة التواصل، طارق الأحمد، المبادئ الملزمة للكتلة، مؤكداً أنّ وحدة سوريا الجغرافية والسياسية "خط أحمر"، مع تجريم أي دعوات للتقسيم أو الانفصال.

وشدد الأحمد على أنّ "المواطنة أساس الانتماء، إذ يتساوى جميع المواطنين في الحقوق"، وأن "الجيش والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية مؤسسات حيادية في الحياة السياسية".

ودعا إلى تضمين الدستور الجديد ضمانات أساسية، منها: تحرير الإعلام وإرساء حرية التعبير، والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل في السلطات الثلاث، ومنع إثارة النعرات الطائفية أو العرقية، والحق في تأسيس أحزاب سياسية والانضمام إلى هيئات المجتمع المدني، وتكريس الهيئات الدستورية المستقلة.

وأكّد الأحمد أنّ هذه المبادئ "ما فوق الدستورية"، وأنّها قيم غير قابلة للتعديل أو الإلغاء.

ميثاق شرف

وأكّدت عضو لجنة التواصل في "الكتلة الوطنية السورية" فرنسيس طنوس، خلال قراءة ميثاق الشرف، السعي المشترك لبناء دولة وطنية ديمقراطية مدنية حديثة، قائمة على العقد الاجتماعي الذي رسّخه الآباء المؤسسون قبل مئة عام تحت شعار "الدين لله والوطن للجميع".

وشددت طنوس على حيادية الدولة تجاه جميع الأديان والمعتقدات، وعلى التمسك بوحدة الأراضي السورية أرضاً وشعباً، مؤكدة "رفض ومقاومة أي احتلال لأراضٍ سورية بكل السبل التي أقرتها الأمم المتحدة".

يُشار إلى أنّ اختيار اسم "الكتلة الوطنية السورية" جاء في محاكاة لنشاط مماثل شهدته سوريا خلال فترة الانتداب الفرنسي، عندما قامت مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية بتشكيل تجمّع حمل الاسم ذاته وأدى دوراً بارزاً في النضال السياسي حينها.

اقرأ أيضاً: مكونات شمال وشرق سوريا تعقد مؤتمراً في الحسكة: نحو دولة لا مركزية ودستور ديمقراطي