مفوض الدفاع الأوروبي يدعو واشنطن إلى تنسيق انسحاب قواتها.. وتجنّب فراغ أمني
مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي، أندريوس كوبيليوس، يدعو إدارة ترامب إلى تنسيق أي انسحاب عسكري من أوروبا مع الحلفاء، محذراً من مرحلة جديدة يتعيّن فيها على الأوروبيين تحمّل مسؤوليتهم الدفاعية في ظل التحوّل الأميركي الاستراتيجي نحو الداخل وآسيا.
-
مفوض الدفاع والفضاء الأوروبي، أندريوس كوبيليوس، في جلسة استماع للجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي. بروكسل. 6 تشرين الثاني/نوفمبر. (شاترستوك)
دعا مفوض الدفاع الأوروبي، أندريوس كوبيليوس، إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى التخطيط المنسّق مع زعماء أوروبا لأي انسحاب عسكري أميركي من القارة، مؤكداً أنّه يجب وضع جدول زمني واضح ومُتّفق عليه يتيح للجيوش الأوروبية الاستعداد لملء أي فجوات قد تتركها القوات الأميركية المنسحبة.
وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، أوضح كوبيليوس أنّه يأمل باتفاق عملي مع واشنطن يضمن انتقالاً منظّماً للمهام العسكرية، مشيراً إلى أنّ أوروبا يجب أن تتهيأ لمرحلة مختلفة عن السبعين عاماً الماضية التي تولّت فيها الولايات المتحدة مسؤولية الدفاع عن القارة، وأضاف: "انتهى ذلك الزمن، وعلينا أن نبدأ بتحضير أنفسنا".
تأتي هذه التصريحات بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي، إعادة انتشار بعض قواتها في رومانيا ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي إلى الجناح الشرقي لأوروبا، في أول خطوة من نوعها لإدارة ترامب نحو تقليص الوجود الأميركي في القارة التي تعتمد منذ الحرب العالمية الثانية على الضمانات الأمنية الأميركية.
ويخشى مسؤولون أوروبيون، وخصوصاً في دول البلطيق وأوروبا الشرقية، أن يؤدي أي خفض للقوات الأميركية بالقرب من حدود روسيا وأوكرانيا إلى فراغ أمني خطير، رغم التطمينات بأن المراجعة الدفاعية الأميركية لا تعني انسحاباً كاملاً.
انكماش دور الاتحاد الأوروبي في الساحة الدولية... هل هيمنت واشنطن على المشهد؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 28, 2025
تقرير: غراسيا بيطار @GraciaBitar pic.twitter.com/ntUHCEiPBJ
وأوضح أندريوس كوبيليوس، الذي شغل منصب رئيس وزراء ليتوانيا في السابق، أنّ البنتاغون يضع اللمسات الأخيرة على استراتيجيته الدفاعية الجديدة، التي ستُقلل من أولوية أوروبا وأفريقيا لمصلحة الأراضي الأميركية وآسيا، متوقعاً أن تبدأ مرحلة "تحوّل" أميركي نحو الداخل.
وأشار إلى أنّه سافر إلى واشنطن الصيف الماضي لتأكيد ضرورة التنسيق الوثيق قبل أي تغيير في التموضع العسكري الأميركي، مضيفاً أنه ينتظر "جدولاً زمنياً سرياً وواضحاً" يتيح للأوروبيين التخطيط المسبق للاستثمارات والتقنيات الدفاعية اللازمة لسد الثغرات.
واختتم كوبيليوس بالقول إنّ المطالب الأميركية بزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي مبرّرة تماماً، مؤكداً أن التحولات الجيوسياسية وتنامي القوة العسكرية الصينية تفرض على أوروبا أن تكون مستعدة لعصرٍ جديد من الاعتماد على الذات في أمنها الجماعي.
وفي الوقت الذي أبدى فيه بعض مسؤولي الناتو ارتياحاً حذراً لتنسيق ترامب معهم بشأن أوكرانيا، أكّد دبلوماسيون أوروبيون أنهم ما زالوا يفتقرون إلى إجابات واضحة حول مستقبل الوجود الأميركي في القارة.
من جهته، كان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قد أبلغ نظراءه في الحلف الشهر الماضي بأن الولايات المتحدة "ستقوم بدورها، لكن الأوروبيين يجب أن يتحمّلوا المسؤولية الأساسية عن الدفاع التقليدي لأوروبا".