"الإندبندنت": رفض الخدمة في "الجيش" يتزايد في "إسرائيل"

صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تكشف أن عدداً متزايداً من الجنود الإسرائيليين، يرفضون الانضمام إلى "الجيش"، في الوقت الذي تستدعي فيه قيادة الاحتلال، عشرات الآلاف لغزو مدينة غزة.

0:00
  • "الإندبندنت": عدد متزايد من الجنود الإسرائيليين يرفضون الانضمام إلى "الجيش"

كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن عدداً متزايداً من الجنود الإسرائيليين، يرفضون الانضمام إلى "الجيش"، في الوقت الذي تستدعي "إسرائيل"، عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لغزو مدينة غزة.

رفض للخدمة في "الجيش" الإسرائيلي

ولم تشر الصحيفة إلى وجود أرقام رسمية، لكنها أقرّت، بأنّ مجموعات حديثة التكوين، تعلن رفضها الخدمة العسكرية على الرغم من خطر السجن.

ولفتت إلى أنّ هذه الظاهرة جديدة في الحرب، على الرغم من أنّها لم تؤثر حتى الآن، بشكل واضح في العمليات العسكرية، بحسب تقديراتها.

وأضحت أن "إحدى المجموعات التي تدعو الجنود إلى رفض الخدمة تتألف من أمهات يخشين أن يموت أبناؤهن دون جدوى".

من جهتها، عبّرت نوريت فيلسنثال-بيرغر، عن خوفها من أن يُجبر ابنها الأصغر على العودة للحرب: "لم أستطع التوقف عن التفكير في كيفية كسر ساقه أو ذراعه أو إصابته بجرح ما، بحيث لا يتمكن من العودة".

كذلك، أقرّ أفشالوم زوهار سال، جندي ومسعف (28 عاماً خدم في عدة جولات في غزة، بأن الجنود مرهقون ومحبطون، ولم يعودوا يعرفون ما الذي يقاتلون من أجله.

وتوجه إلى "الجيش" قائلاً: "لا تضعوني في موقف أضطر فيه إلى اتخاذ قرار بشأن المخاطرة بحياتي مرة أخرى".

اقرأ أيضاً: "هآرتس": 350 عسكرياً من الاحتياط ضد احتلال مدينة غزة.. لن نلتحق بالخدمة

مجموعات منظمة لدعم رفض الخدومة

وفي هذا السياق، تقول جماعة تُعرف باسم "جنود من أجل الرهائن"، إنها تمثل أكثر من 360 جندياً يرفضون الخدمة.

ورغم أن العدد لا يزال صغيراً، فإنه يختلف عن الأيام الأولى للحرب، عندما سارع الاحتياطيون للمشاركة للحرب في 7 أكتوبر، وفقاً للصحيفة، التي أشارت إلى هذا الرفض تقابله عقوبة بالسجن، لكن ذلك لم يحدث إلا في حالات قليلة.

وقال ماكس كريش، أحد أعضاء المجموعة، في مؤتمر صحافي عقد في 2 سبتمبر: "إن حرب نتنياهو العدوانية المستمرة تعرض رهائننا للخطر دون داعٍ وتلحق الدمار بنسيج المجتمع الإسرائيلي، بينما تقتل وتشوه وتجوّع في الوقت نفسه سكان غزة المدنيين بأكملهم".

وأعلنت مجموعة أخرى تُعرف باسم "أنقذوا أرواحنا" (SOS)، أنها تمثل ما يقارب 1000 أم لجنود. وفي هذا المجال، أوردت الصحيفة: "نُسب الفضل إلى حركة مماثلة في المساعدة على إنهاء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان الذي دام 18 عاماً في عام 2000".

وقالت فيلسنثال-بيرغر، التي قاتل ابناها في غزة: "علينا أن نكون صوتهم". وقد نظمت المجموعة احتجاجات في أنحاء الكيان، والتقت مسؤولين حكوميين، ونشرت رسائل.

وأشارت إلى أن ابنيها، أحدهما في الخدمة الفعلية، لم يعودا في غزة، وهما يدعمان جهودها، لكنهما لم يرفضا الخدمة رسمياً.

من جهتها، تقول ييفات غادوت إن ابنها البالغ 22 عاماً، الذي قاتل في غزة لمدة تسعة أشهر في بداية الحرب، أخبرها أن الجنود هناك يشعرون كأنهم أهداف سهلة.

وأضافت: "قلت له، نحن الأمهات سنبذل قصارى جهدنا لإخراجك من غزة وإنقاذك من هذه الحرب السياسية".

اقرأ أيضاً: "جيش أُجراء".. تراجع في تجنيد الاحتياط في "الجيش" الإسرائيلي

رفض الخدمة والاحتجاجات تضعف "إسرائيل"

يُذكر أن "الجيش" الإسرائيلي، لا يقدم أرقاماً عن حالات الغياب أو الرفض، ويقول إن كل حالة يتم تقييمها على حدة، فيما تقول المجموعة، إن ما لا يقل عن ثلاثة جنود مرتبطين بمجموعة "جنود من أجل الرهائن" سُجنوا هذا العام لرفضهم الخدمة، وسُجن بعضهم لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.

وأظهر استطلاع رأي أجري مؤخراً، أنّ نحو ثلثي الإسرائيليين، بما في ذلك نحو 60% من اليهود الإسرائيليين، يعتقدون أن "إسرائيل" يجب أن توافق على اتفاق يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، ووقف الأعمال العدائية والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

وقالت ميراف زونزين، محللة أولى في مجموعة الأزمات الدولية، إنّ دفع الجنود في بلد منقسم بشدة إلى مواصلة القتال قد يكون له تأثير دائم في قدرات "إسرائيل"، فيما يعتقد الكثيرون أنّ الانقسامات بشأن الإصلاح القضائي، والتي أدت إلى احتجاجات جماهيرية وتهديدات من الجنود بعدم الخدمة، أضعفت "إسرائيل" قبل 7 أكتوبر.

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: أزمة في جنود الاحتياط.. الغالبية ترفض العودة إلى القتال

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.