نكث واشنطن عهودها مع إيران وتراجع الدبلوماسية.. ماذا في السيناريوهات المتوقعة؟

إيران تعلن عن وصول المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى طريق مسدود بسبب مطالب الأخيرة غير المنطقية، وسط تحركات إسرائيلية وأميركية محتملة. ماذا في السيناريوهات المتوقعة؟

  • نكث واشنطن عهودها مع إيران وتراجع الدبلوماسية يقدمان خيارات أخرى: من التوتر المستمر إلى التصعيد
    نكث واشنطن عهودها مع إيران وتراجع الدبلوماسية.. ماذا في السيناريوهات المتوقعة؟

شهدت الأيام الأخيرة تطورات متسارعة في المشهد الإقليمي مع إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي عن وصول المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى طريق مسدود، بسبب المطالب غير المنطقية للأطراف الأخرى بعد عودته من نيويورك. 

لا يعني هذا الإعلان بالضرورة اقتراب الحرب، لكنه يحمل دلالة واضحة على تراجع وزن الدبلوماسية مقابل تنامي دور الميدان وتحركاته المتعددة.

ويشير البعض إلى أنّ إيران غالباً ما تواجه تهديدات متزايدة خلال فترات التفاوض. أمّا مع بدء مرحلة ما بعد التفاوض أي المرحلة الرمادية فترتفع المؤشرات نحو الحرب الناعمة من الهجمات السيبرانية إلى تفعيل التجسس.

ونظراً لترميم الكبير الذي عكفت عليه القوات العسكرية الإيرانية في أنظمتها الدفاعية و الصاروخية جعل الكثيرون يقتنعون أن التهديدات الإسرائيلية تأتي في إطار الحرب النفسية لا أكثر، لكن سنتحدث هنا عن احتمالية شن عدوان جديد على إيران و السيناريوهات المحتملة.

في الوقت الذي أرسلت فيه الولايات المتحدة تعزيزات جوية إلى قاعدة "العديد" في قطر وفق وكالات غربية، قام رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي بزيارات ميدانية إلى وحدات البحرية، مؤكداً الجاهزية الكاملة لمواجهة أي طارئ. وقد أعلن موسوي صراحةً أن القوات المسلحة في حالة استعداد استثنائي لأي مواجهة محتملة.

التجارب الجديدة للمنظومة الدفاعية في إيران، إضافةً إلى تقارير غير رسمية عن تجربة صاروخية جديدة ناجحة، أرسلت رسالة حادة مفادها أن المعركة المقبلة، في حال حدوثها، لن تكون سهلة .

زيارة موسوي إلى الوحدات البحرية حملت أيضاً إشارة استراتيجية، إذ إن إيران لم تستخدم قوتها البحرية في الحرب السابقة التي استمرت 12 يوماً، ما يعني أن هذا السلاح الحيوي قد يكون جزءاً رئيسياً من أي صراع جديد.

يرى بعض المراقبين أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون إلى تقديم دعم أوسع للكيان الإسرائيلي وربما مشاركة مباشرة، ما يفرض على إيران استخدام كامل إمكاناتها بما فيها البحرية التابعة لحرس الثورة والجيش، بينما يعتقد كثيرون أن "إسرائيل" قد تكتفي بعمليات محدودة تستهدف استنزاف طهران.

من جانب آخر يبدو أن "إسرائيل" ما زالت تراهن على سياسة الاغتيالات، معتبرةً أنها قد تكون مجدية في حال تنفيذها بشكل أوسع وأكثر كثافة.

أما الغرب، فيحاول تصوير مرحلة ما بعد "آلية الزناد" على أنها ظرف اجتماعي ضاغط يضعف التماسك الوطني في إيران، لتعزيز فكرة أن التضامن الشعبي لن يكون كما في السابق. 

في المقابل، تعمل طهران على سيناريو مختلف تماماً، حيث تؤكد أن الكيان الإسرائيلي سيتعرّض خلال الساعات الأولى من أي مواجهة شاملة لضربات قاسية تشل قدراته العسكرية وتدفعه إلى إعلان الاستسلام، ما يجعل التدخل المباشر للولايات المتحدة أمراً صعباً.

المشهد الحالي يضع المنطقة أمام مفترق طرق، بين خيار التهدئة وخيار الانفجار. 

وفي ظل هذا الواقع، تبقى كل الخيارات مفتوحة، من التوتّر المستمر إلى التصعيد المحدود، أو ربّما المواجهة الواسعة.

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.

اخترنا لك