أخصائيون نفسيون يحذرون: روبوتات الدردشة تغذي أوهام عقلك!

دراسات عديدة تتناول تأثير الذكاء الاصطناعي على المستخدمين وخصوصاً من خلال روبوتات الدردشة التي تغذي وتعمق المعتقادات الوهمية ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة النفسية.. ما التفاصيل؟

  • المثير للقلق أنّ برامج الدردشة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها التلاعب بإدراك المستخدمين للواقع
    المثير للقلق أنّ برامج الدردشة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها التلاعب بإدراك المستخدمين للواقع

تفيد دراسات حديثة بأنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز المعتقدات الوهمية من خلال حلقات التغذية الراجعة، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة النفسية.

فقد أصدر عدد متزايد من أخصائيي الصحة النفسية من مؤسسات وجامعات مرموقة، تحذيرات شديدة بشأن الآثار النفسية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.

يكشف بحث هؤلاء الأخصائيين أنّ برامج الدردشة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكنها التلاعب، من دون قصد، بإدراك المستخدمين للواقع، وخلق حلقات تغذية راجعة نفسية ضارة، خصوصاً لأولئك المعرضين بالفعل لاضطرابات الصحة العقلية مثل: الفصام والاضطراب ثنائي القطب.
 
يمكن لتفاعلات برامج الدردشة الآلية هذه أن "تضخّم المحتوى الكاذب أو المبالغ فيه"، وخصوصاً للمستخدمين المعرضين للذهان، مع وجود حالات موثقة من الأفكار الوهمية، وحتى السلوكيات الانتحارية أو العنيفة، المرتبطة بالعلاقات العاطفية التي تتكون مع شركاء الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: ميزة جديدة تثير الجدل في "تشات جي بي تي": يتفاعل معك قبل أن تطلب!

ويشعر الخبراء بقلق بالغ إزاء سرعة دمج برامج الدردشة الآلية في الحياة الشخصية والاجتماعية، مؤكّدين أنّ "الاعتماد السريع لبرامج الدردشة الآلية كشركاء اجتماعيين شخصيين لم يدرس بشكل كاف".

وفي هذا السياق، حددت دراسة حديثة مشتركة بين الجامعات 17 حالة ذهان مباشرة بعد تفاعل مطول مع برامج الدردشة الآلية المتقدمة.

ووفقاً لمجلة "نيتشر" Nature، يكمن القلق في أنّ "الذكاء الاصطناعي، بحكم تصميمه، يصادق على مدخلات المستخدم ويعكسها للحفاظ على التفاعل، ما يعزز الأفكار الوهمية ويضخمها في حلقة تغذية راجعة خطيرة".

يوضح سورين أوستيرغارد، الطبيب النفسي: "صممت برامج الدردشة الآلية لصياغة استجابات إيجابية تُشبه ردود الفعل البشرية.. ما قد يزيد من خطر الإصابة بالذهان لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف".

ويضيف: "يمكن لهذا التأثير الانعكاسي أن يحاكي إدخال الأفكار، أو الاضطهاد، أو الأفكار المرجعية، وهي سمات مميزة للاضطرابات الذهانية".

اقرأ أيضاً: دراسة: مستخدمو الذكاء الاصطناعي أكثر ميلاً للكذب والخداع

كما أنّ روبوتات الدردشة الذكية غير مدربة على اكتشاف الاختلالات النفسية أو تقديم التدخلات العلاجية. وبدلاً من ذلك، تعطي خوارزمياتها الأولوية للاحتفاظ بالمستخدمين، ما يدفعها إلى تأكيد حتى التصريحات غير المنطقية أو المصطنعة. فعلى سبيل المثال، إذا عبر مستخدم عن إيمانه بمؤامرة، فقد يستجيب الذكاء الاصطناعي بمحتوى مفصل يبدو معقولاً، ما يعمّق هذا الوهم.
 
وتتمثل إحدى المشكلات التقنية الأساسية في أنّ أنظمة الذكاء الاصطناعي عرضة بطبيعتها لـ"الهلوسات"، مولدة استجابات غير دقيقة أو مختلقة. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنه لا يمكن القضاء على هذه السمة تماماً، لأنها متجذرة في الطبيعة الاحتمالية لنماذج اللغة الكبيرة. وعندما تتوافق هذه الهلوسات مع أوهام المستخدم، يمكن اعتبارها تأكيداً للواقع، ما يعمّق الضائقة النفسية.

ومع تزايد اندماج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، يحثّ الخبراء على اتخاذ إجراءات فورية لدراسة آثاره (روبوتات الدردشة) على الصحة العقلية والتخفيف منها.

كما أنّ الحالات الموثقة للذهان الناجم عن الذكاء الاصطناعي تؤكّد الحاجة الماسة إلى ضمانات، وتثقيف نفسي، وتصميم أخلاقي للذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: أول دراسة علمية حول أسئلة الناس لـ "تشات جي بي تي"

اخترنا لك