الصين تفتح أول مركز تسوق "روبوتي" بالكامل في بكين

الصين تفتتح اليوم أول مركز تجاري للتسوّق "روبوتي" بالكامل في العاصمة بكين، في خطوة تعكس رغبة البلاد بدمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الحياة اليومية، تمهيداً لعصر قد يشهد تراجعاً متزايداً في الأدوار البشرية التقليدية داخل بيئات العمل.

  • روبوت ألبرت أنشتاين
    روبوت ألبرت أنشتاين
  • مجموعة من الروبوتات تشكل فرقة موسيقية وهي تعزف
    مجموعة من الروبوتات تشكّل فرقة موسيقية وهي تعزف

تفتتح العاصمة الصينية بكين، اليوم الجمعة، أول مركز تسوّق "روبوتي" بالكامل في البلاد، يجمع بين أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ويُعدّ هذا المتجر الأول من نوعه على الإطلاق في الصين، رغم سعي مدن أخرى إلى إنشاء مرافق مشابهة.

وتركّز الصين على الروبوتات لمواجهة تحدّيات مثل زيادة أعمار السكان وتباطؤ النمو.

يقدّم المتجر الكبير (المول)، الواقع في منطقة" إي تاون" E-Town جنوب شرقي بكين، تجربة فريدة من نوعها، حيث تقوم الروبوتات بمهام متعددة أمام أعين الزوار، من التقاط علب الأدوية من رفوف الصيدليات، إلى تقديم المشروبات من خلف الطاولات، في مشهد يعكس التقدّم التقني الذي حقّقته الصين، ولكنه يسلّط الضوء في الوقت ذاته على التحدّيات التقنية المتبقّية.

مركز التسوّق مختبر حيّ للتفاعل بين البيع وتقديم الخدمات

المركز التجاري الروبوتي ليس فقط للتسوّق، بل أُسس ليكون مختبراً حيّاً، حيث تجرّب الروبوتات، وتُختبر الأنظمة، وتُجمع آراء المستخدمين ليشكّل مساحة تجمع بين البيع، والدعم، والتطوير، والابتكار في تجربة واحدة سلسة ومتكاملة.

يمتدّ المتجر على 4 طوابق باسم "متجر 4S" اختصاراً لأربع خدمات رئيسية هي: المبيعات، الخدمة، قطع الغيار، واستطلاع آراء العملاء.

يضمّ المركز روبوتات تؤدّي مهامَّ متعددة، من ضمنها النُدُل في المطاعم، وأخرى تشكّل فرقاً موسيقية ترفيهية للزوّار، لتمنح الزائر تجربة غير تقليدية خالية من التدخّل البشري.

اقرأ أيضاً: "قرد داروين".. الصين تكشف عن أول حاسوب يشبه الدماغ البشري

كما يحتوي مركز التسوّق على صيدلية ومستودع ذكي، إلى جانب خدمات بيع وتأجير الروبوتات بأسعار تبدأ من 2000 يوان صيني (نحو 278 دولاراً أميركياً)، وتصل إلى ملايين اليوانات بحسب نوعية الروبوت ووظائفه.

ولا تقتصر عروض المتجر على الروبوتات ذات الوظائف الخدمية، بل تشمل أيضاً نماذج ترفيهية وتعليمية، منها روبوتات تلعب كرة القدم أو الشطرنج الصيني، وأخرى تجسّد شخصيات علمية وتاريخية، مثل ألبرت أينشتاين، وإسحاق نيوتن، والشاعر الصيني الشهير لي باي.

  • روبوت يلعب الشطرنج مع زائر
    روبوت يلعب الشطرنج مع زائر

يُعتبر هذا المول نموذجاً جديداً يجمع بين المبيعات، وخدمات ما بعد البيع، وتوفير قطع الغيار، وجمع آراء العملاء، ما يجعله منصة متكاملة لاختبار وترويج التكنولوجيا المستقبلية في عالم التسوّق والخدمة.

يُعرض في المتجر أكثر من 100 روبوت سيجري بيعها وهي شبيهة بالبشر من أكثر من 40 علامة تجارية صينية، مثل شركتي "يو بي تيك روبوتيكس" و"يونيتري روبوتيكس".

وفي هذا الإطار، قال وانغ ييفان، المدير التنفيذي للمشروع، إنّ الهدف الرئيسي من إنشاء هذا المرفق هو "دعم شركات الروبوتات المحلية في تحويل نماذجها البحثية إلى منتجات قابلة للتسويق التجاري".

وأضاف: "إذا تقرّر دخول الروبوتات إلى آلاف المنازل، فإنّ الاعتماد على شركات صناعة الروبوتات وحدها لا يكفي"، مشدداً على الحاجة إلى حلول موجّهة للمستهلكين.

وعن أسعار الروبوتات قال إنها تتراوح من 2000 يوان (278.33 دولار) إلى عدة ملايين.

الجدير ذكره أنّ قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين يتلقّى دعماً من خلال إعانات تجاوزت نحو 20 مليار دولار خلال العام الماضي، في حين تعتزم بكين تدشين صندوق بقيمة تريليون يوان (137 مليار دولار) لدعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

روبوتات بشرية.. ولكن!

ورغم هذا التقدّم، فإنّ الروبوتات لا تزال معرضة للأخطاء. ففي أحد العروض، شوهد روبوت مبرمج لفرز النفايات يمسك كوب قهوة أعيد من أحد الزبائن، لكنه بقي مرفوعاً في الهواء من دون أن يضعه في الحاوية المخصصة، ما استدعى تدخّل أحد الموظفين لإعادة تشغيل النظام.

هذا النوع من الإخفاقات، بحسب خبراء، يؤكّد أنّ الروبوتات وإن اقتربت من محاكاة البشر، لكنها لا تزال بحاجة إلى تطوير مستمر لتجاوز التعقيدات اليومية للاستخدام العام. وذلك على الرغم من توجّه الصين إلى دمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الحياة اليومية، تمهيداً لعصر قد يشهد تراجعاً متزايداً في الأدوار البشرية التقليدية داخل بيئات العمل.

اقرأ أيضاً: بعد DeepSeek.. الصين تُسرّع وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي

اخترنا لك