سابقة تقنية.. الضوء يصغي للصوت!
على عكس الميكروفونات البصرية التقليدية التي تتطلب كاميرات فائقة السرعة أو ليزرات باهظة، يعتمد النموذج الجديد على تقنية تعرف بالتصوير أحادي البكسل، وهي بسيطة وفعالة من حيث التكلفة، ويمكن دمجها بسهولة في أجهزة مثل الهواتف الذكية والطائرات من دون طيار وغيرها.
-
ابتكار ميكروفون بصري يلتقط الكلام (صورة تعبيرية ميوزك توتش)
ابتكر باحثون صينيون ميكروفوناً بصرياً يلتقط الصوت باستخدام الضوء بدلاً من الهواء، ما يمهّد الطريق لتقنيات استشعار ثورية تتجاوز حدود الميكروفونات التقليدية.
وفي إنجاز علمي يجمع بين البصريات والصوتيات، طوّر فريق من معهد بكين للتكنولوجيا نظاماً جديداً يستطيع "الاستماع" إلى الأصوات من خلال تتبّع الاهتزازات الدقيقة التي تحدثها على أسطح مختلفة، مثل الورق أو أوراق الشجر أو الأكواب البلاستيكية، من دون أن يعتمد على أي ميكروفون تقليدي.
ويعمل النظام عبر تسليط الضوء على الجسم المطلوب، ثم قياس التغيّرات الطفيفة في شدة الانعكاس الناتجة عن الاهتزازات الصوتية. وباستخدام خوارزميات ذكية، تُحوّل هذه التغيّرات إلى إشارات صوتية يمكن سماعها بوضوح.
A microphone from @BIT1940 listens with light instead of sound: https://t.co/t3Bhd83nju
— Optica (@OpticaWorldwide) July 31, 2025
As long as light can pass through, sound isn’t necessary. The #technology can enable applications where traditional microphones can't, such as conversing through a glass window.#OPG_OpEx pic.twitter.com/vWLBRO8cJN
وعلى عكس الميكروفونات البصرية التقليدية التي تتطلّب كاميرات فائقة السرعة أو ليزرات باهظة، يعتمد هذا النموذج الجديد على تقنية تعرف بالتصوير أحادي البكسل، وهي بسيطة وفعّالة من حيث التكلفة، ويمكن دمجها بسهولة في أجهزة مثل الهواتف الذكية والطائرات من دون طيار وأدوات المراقبة.
وقال الباحث الرئيسي شو ري ياو: "تبسّط طريقتنا بشكل كبير عملية التقاط الصوت باستخدام الضوء، ما يفتح الباب لتطبيقات جديدة في بيئات لا تعمل فيها الميكروفونات التقليدية، مثل الحديث عبر الزجاج أو التقاط الأصوات من خلف الحواجز".
Scale this acoustic control over light up to dome level https://t.co/z7a6lcOq4t pic.twitter.com/xJPFf325LK
— JenOakie42🐢🌪🐇 (@OakieJs) August 1, 2025
وأضاف ياو أن النظام تمكّن من إعادة بناء الصوت من عدة أسطح، مثل ورقة شجر ترفرف في الهواء، أو بطاقة ورقية تهتز بفعل الموسيقى، حتى في ظروف الإضاءة العادية.
التقدّم يثير تساؤلات أخلاقية
ويمتاز النظام بمرونته الكبيرة وقدرته على العمل من دون الحاجة إلى معدات باهظة أو معقدة، ما يفتح المجال لاستخدامه في مجالات متعددة، مثل البحث والإنقاذ أو مراقبة الأجهزة، أو حتى المجالات الطبية التي تتطلب مراقبة دقيقة لحركات الجسم من دون لمس.
لكنّ هذا التقدّم يثير في الوقت نفسه تساؤلات أخلاقية، إذ يمكن من الناحية التقنية استخدام النظام لالتقاط المحادثات عن بُعد، من دون الحاجة إلى أجهزة تنصّت أو ميكروفونات ظاهرة.
وقد سبق أن أظهر باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT عام 2014 أنّ الاهتزازات الطفيفة على كيس رقائق بطاطا يمكن أن تكشف عن كلام واضح، وتبعت ذلك تقنيات اعتمدت على اهتزازات المصابيح أو الانعكاسات، لكنها تطلّبت معدات ثقيلة. أما هذا النموذج الجديد، فيُبسّط تلك المبادئ باستخدام أدوات بسيطة وقابلة للنشر على نطاق واسع.
ويشدّد الفريق على أنّ هدفه هو تحسين تقنيات الاستشعار في البيئات المعقّدة، وليس استخدامها لأغراض تجسسية. ويخطّط الباحثون حالياً لتحسين حساسية النظام وتجريبه في مواقف واقعية، بما في ذلك في المجالات الطبية لمراقبة التنفّس أو نبضات القلب من دون تلامس مباشر.
اقرأ أيضاً: ابتكار جديد لمرضى اضطرابات الصوت
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Optics Express العلمية الصادرة عن مجموعة Optica.