جورج عبدالله – عاشق فلسطين
عام 1984 وصل جورج إبراهيم عبد الله إلى باريس، وأُلقي القبض عليه وحوكم وأُدين لمجرد حيازته جواز سفر مزوّراً. على الفور، بدأت حكومتا الولايات المتحدة و"إسرائيل" بممارسة ضغوط على الحكومة الفرنسية. حُكم عليه بالسجن المؤبد، بدعوى أنه كان شريكاً في اغتيال دبلوماسيّين، أحدهما أميركي والآخر إسرائيلي. لكن لم تكن هناك أي أدلة قاطعة. في مرافعته الدفاعية أمام المحكمة، قال (عبد الله): "إنّ ما تنسبونه إليّ شرفٌ كبير لم أنله، لم يكلّفني شعبي بأن أقوم بأي عمل مما تدّعون، لكن لي شرف الدفاع عن شرعية هذه الأعمال الآن وغداً وبعد غد". منذ اليوم الأول ربط جورج عبد الله مصيره بمصير فلسطين. الكثيرون يعتبرونه رمزاً للمقاومة، وللنضال الأممي ضد الإمبريالية والاستعمار. فهل يتحول جورج عبد الله إلى صوت مرجعي لحركات المقاومة؟
نص الحلقة
مقدمة
ألييدا غيفارا مارش: مرحباً، كيف حالكم؟ هل أنتم بخير؟ يسعدني أن أكون معكم مرة أخرى.
كنت أفكر في مدى روعة التعرّف إلى قصص استثنائية، كتلك التي سنتشاركها اليوم في برنامجنا.
من وجهة نظر شخصية، هذه القصص تلهمني كثيراً، لأنها قصص كائنات بشرية استثنائية، قادرة على التمسك بمبادئها وفضائلها حتى النهاية.
وعندما أقول "النهاية"، فأنا لا أعني ذلك بالمعنى المجازي.
ألييدا غيفارا مارش: وصل المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله إلى بيروت قبل أسابيع قليلة.
كان في انتظاره حشد من الناس الذين أرادوا استقباله في وطنه بعد أكثر من 40 عاماً قضاها ظلماً في السجون الفرنسية.
ألييدا غيفارا مارش: ولكن، ما الذي يكمن وراء قصة هذا الرجل؟
ما هي المخالب القوية التي أبقته في الأسر كل هذا الوقت؟ وحوّلته إلى أقدم سجين سياسي في أوروبا. لهذا البرنامج،
اخترنا مركزاً خاصاً جداً، وهو مركز (فيدل كاسترو روس) في (هافانا)، عاصمة جميع الكوبيين.
هذا المركز مميّز جداً لأنه يحافظ على فكر قائدنا الأعلى ويبحث فيه وينشره قبل كل شيء.
لقد علّمنا أشياء كثيرة، لكنه أثبت أنه لا شيء أثمن من الأفكار،
وأنه ما دام قد وُجِد (هناك) رجل مستعد للدفاع عن قوة قضية ما، فإنها ستظل خالدة.
ألييدا غيفارا مارش: في عالم تحكمه الشركات المتعددة الجنسيات في مجال الإعلام أو التضليل الإعلامي،
يقدم لكم هذا البرنامج مساراً مختلفاً كل أسبوع،
ربما يكون متمرّداً إلى حد ما. إذا أردتم متابعتنا، فافعلوا ذلك، (ببساطة)، مع (ألييدا غيفارا).
شارة البداية
فاصل (صور لجورج عبد الله)
مشاهد من أجواء وصول جورج عبد الله
صوت في الخلفية: حضور من الحزب السوري القومي الاجتماعي ومن فصائل فلسطينية واكبت مسيرة (جورج إبراهيم عبد الله)
صوت في الخلفية: مبارك لك الحرية يا جورج
صوت جورج عبد الله: الدفاع عن المقاومة في هذه الأرض لأن المقاومة مثمرة في هذه الأرض ولا يمكن اقتلاعها، ما دامت هناك مقاومة...
فاصل
ألييدا غيفارا مارش: وُلد جورج إبراهيم عبد الله في لبنان عام 1951، بعد ثلاث سنوات من النكبة،
التي أجبرت آلاف الفلسطينيين على مغادرة ديارهم بسبب المذابح التي قادها العسكريون الصهاينة.
انضم الشاب اللبناني إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وهناك، حارب العدوان الإسرائيلي على لبنان.
في عام 1979، أسّس بنفسه الفصائل الثورية المسلحة اللبنانية لحماية لبنان من كل أشكال العدوان الإمبريالي، سواء من الولايات المتحدة أم "إسرائيل" أم أي دولة أخرى.
ألييدا غيفارا مارش: عام 1984 يمثل بداية سجن طويل لـ (عبد الله).
وصل إلى باريس في ذلك العام، وأُلقي القبض عليه وحوكم وأُدين لمجرد حيازته جواز سفر مزوّراً.
على الفور، بدأت حكومتا الولايات المتحدة و"إسرائيل" بممارسة ضغوط على الحكومة الفرنسية وطالبتا بتمديد تلك العقوبة.
وبالفعل، في عام 1987، عُقدت محاكمة جديدة وحُكم عليه بالسجن المؤبد،
بدعوى أنه كان شريكاً في اغتيال دبلوماسيّين، أحدهما أميركي والآخر إسرائيلي. لكن لم تكن هناك أي أدلة قاطعة.
في الواقع، ورد في مذكرات المستشار الرئاسي الفرنسي (جاك أتالي)،
أن الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران) كتب في عام 1988:
"لم تكن هناك أدلة قانونية ضده باستثناء جواز السفر المزوّر".
ألييدا غيفارا مارش: إن طريقة إدارة تلك العملية القانونية دفعت الكثيرين إلى القول بأنها كانت محاكمة سياسية وأن الحكم عليه كان قد صدر مسبّقاً.
في مرافعته الدفاعية أمام المحكمة التي حاكمته، قال (عبد الله): "إنّ ما تنسبونه إليّ شرفٌ كبير لم أنله، لم يكلّفني شعبي بأن أقوم بأي عمل مما تدّعون، لكن لي شرف الدفاع عن شرعية هذه الأعمال الآن وغداً وبعد غد".
تذكرني كلمات عبد الله بسجين آخر، في مكان آخر، في جغرافيا أخرى، وفي زمن آخر.
عام 1953، هاجم (فيدل كاسترو) مع مجموعة من الشباب الكوبي ثاني وثالث أكبر حصن في كوبا:
(ثكنة مونكادا) و(ثكنة بايامو). لقد فعلوا ذلك بنية تحرير البلاد من الطغيان الذي كانت تعيشه.
للأسف، لم تكن النهاية جيدة. قُتل العديد من الرفاق وأُلقي القبض على (فيدل) وقُدّم للمحاكمة.
في تلك المحاكمة، لم يُرِد محامياً، بل تولى الدفاع عن نفسه. تذكروا أنه كان قد درس القانون في جامعة (هافانا).
خلال هذه المحاكمة، بدأ (فيدل) يوضح الموقف، ويكتسب قوة استثنائية، ويقلب مسار المحاكمة.
تخيلوا أن المتهمين أصبحوا هم المُدّعين، والمُدّعين انتهى بهم الأمر متهمين.
ألييدا غيفارا مارش: في مرافعته الختامية، قال (فيدل) أشياء بالغة الأهمية، وهناك عبارة استثنائية
عندما قال: "احكموا عليّ، لا يهم، فالتاريخ سيبرّئني". وهكذا دخل تاريخ (كوبا).
غرافيك
مكتوب على الشاشة:
26 تموز 1953 (فيدل) ورفاقه يهاجمون ثكنة (مونكادا) لإسقاط حكم الطاغية (فولخينسيو باتيستا)
قصص
صوت فيدل كاسترو: إذا أردنا أن نعبّر عن الطريقة التي نريد أن يكون عليها رجال الأجيال المقبلة، يجب أن نقول: فليكونوا مثل (تشي).
إذا أردنا أن نقول كيف نرغب في تربية أطفالنا، يجب أن نقول من دون تردد:
نريدهم أن يتربّوا بروح (تشي). إذا أردنا نموذجاً لرجل، نموذجاً لرجل لا ينتمي إلى هذا الزمن،
بل ينتمي إلى الأزمنة المستقبلية، أقول من كل قلبي إن هذا النموذج، الذي لا تشوبه شائبة في سلوكه،
ولا شائبة في موقفه، ولا شائبة في تصرفاته، هذا النموذج هو (تشي).
إذا أردنا أن نعرف كيف نرغب أن يكون أبناؤنا،
يجب أن نقول بكل قلوبنا كثوريين متحمسين: نريدهم أن يكونوا مثل (تشي).
ألييدا غيفارا مارش: هذه الصداقة بدأت قبل ذلك بكثير، بدأت في المكسيك.
التقى والدي و(فيدل) في إحدى الليالي، عرّف (راؤول) أحدهما إلى الآخر وبدآ الحديث.
أمضيا الليلة بأكملها يتحدثان، وفي اليوم التالي كان والدي بالفعل أحد أفراد بعثة (غرانما).
كان طبيب البعثة. بعد ذلك، جاءوا على ذلك اليخت، وهي ملحمة حقيقية، تخيلوا 82 إنساناً في قارب صغير كان مخصّصاً لعائلة واحدة فقط.
وصلوا إلى (سييرا مايسترا)، قاتلوا، وتشكّل الجيش الثائر.
كان والدي أول قائد في ذلك الجيش بعد (فيدل). وهناك تطوّرت تلك الصداقة الجميلة جداً، الرائعة حقاً.
هناك آلاف الحكايات، وانتصار الثورة. هناك أمور حقيقية، بعضها طريف وجميل، وبعضها أيضاً نقاشات بين أصدقاء، لأنهم كانوا كذلك: رفاق.
ويُقال إنه عند شاطئ (خيرون)، عندما انتهى القتال، وكانوا بالفعل في المدينة يحللون الأمور،
وصل والدي من منطقة (بينار ديل ريو)، حيث كان متمركزاً،
وقال لـ (فيدل): "ولكن كيف يعقل أنك عرّضت نفسك للخطر بهذه الطريقة؟ كيف يعقل أنك خاطرت بحياتك هكذا؟ أنت قائد هذه الثورة. لا، لا يمكنك فعل ذلك".
ويُقال إن (فيدل) وضع ذراعه حوله وقال له ببساطة: "ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني؟"، وانتهى النقاش.
ولكن، أتعلمون شيئاً؟ أعتقد أن تلك الصداقة استمرت دائماً، لأنه حتى بعد وفاة والدي، ظل عمي، عمي (فيدل)، قريباً منّا.
وهذا يتحدث حقاً عن الصداقة بين رجلين استثنائيين تتجاوز الموت نفسه.
فاصل (صور لجورج عبد الله)
ألييدا غيفارا مارش: "مبدأ عادل، من أعماق كهف، يمكن أن يكون أقوى من جيش".
هكذا قال (خوسيه مارتي)، رسول الثورة الكوبية. حياة (جورج عبد الله) هي هذا بالضبط.
لقد سُجن أكثر من 40 عاماً في السجون الفرنسية وانتُهكت حقوقه الإنسانية مراراً وتكراراً.
لأنه، لاحظوا، بموجب القوانين الفرنسية، في عام 1999، كان بإمكانه الحصول على إفراج مشروط.
لكن ذلك لم يحدث، على الرغم من أن قضاة فرنسيين وافقوا على طلبه في أكثر من مناسبة.
ولكن بالطبع، كانت حكومة الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية تمارسان ضغوطاً على الحكومة الفرنسية لمنع حدوث ذلك.
في عام 2012، ذهب رئيس الوزراء اللبناني إلى باريس، وطالب بالإفراج عن (عبد الله) واعترف به كسجين سياسي.
صوت ألييدا غيفارا مارش (تعليق صوتي): في وقت لاحق، تمت الموافقة على طلبه الثامن للإفراج، بشرط طرده من الأراضي الفرنسية.
ومع ذلك، تم إحباط هذه الإمكانية بعد مكالمة هاتفية من وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك، (هيلاري كلينتون)، إلى نظيرها الفرنسي، (لوران فابيوس).
المكالمة المعنية بين (كلينتون) و(فابيوس) جرت في الـ 11 من يناير 2013،
بعد يوم واحد فقط من أمر محكمة الاستئناف الفرنسية بالإفراج عن (عبد الله).
وكما تكشف هذه البرقية من (ويكيليكس)، أبدت رئيسة الدبلوماسية الأميركية ثقتها بأن المسؤولين الفرنسيين سيجدون أساساً آخر للطعن في قانونية القرار.
ألييدا غيفارا مارش: هذه ليست المرة الأولى على الإطلاق التي تتدخل فيها الولايات المتحدة في قضية (عبد الله).
قبل ثلاثين عاماً، في عام 1986، تحدث (رونالد ريغان) مع الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران) لمنع الإفراج عن (عبد الله).
وهكذا، خلال هذه الأعوام الأربعين الطويلة، كرّس مسؤولو وزارة الخارجية وأعضاء الكونغرس الأميركي أنفسهم لمنع الإفراج عن (عبد الله).
ألييدا غيفارا مارش: كل هذه القوة العظيمة التي تمارسها الولايات المتحدة بتواطؤ وخضوع من أوروبا العجوز لتحقيق أهدافها.
على رجل واحد، في زنزانة صغيرة، كل تلك القوة، من أجل ماذا؟ بالطبع، هم يستهدفون هدفاً أكبر، الأفكار،
لأنهم يقولون، إذا انكسر الرجل، تنكسر الأفكار. ما لا يعرفونه هو أن الشعب دائماً ما يتصدّر المشهد.
اعترف (عبد الله) بذلك عند خروجه من السجن: "إذا قاومت لمدة 41 عاماً في السجن، فذلك بفضل مقاومة جميعكم (مقاومتكم جميعاً) خارج السجن. مقاومتي لا معنى لها من دون مقاومتكم".
ألييدا غيفارا مارش: لقد كان أيضاً شديد الانتقاد لمواقف بعض الدول العربية تجاه الإبادة الجماعية الصهيونية في فلسطين.
عندما خرج من السجن، سأله صحافي من قناة الميادين: "ما رأيك في المقاومة الفلسطينية التي أنت جزء منها؟"
فأجاب من دون تردد: "علينا أن نراهن على تحريك الشارع العربي، إن الثورة الفلسطينية أعتبرها إحدى الروافع الرئيسية للثورة العربية،
هناك ما يجري في غزة أمام أعين الجميع، هناك مذبحة تفوق المذابح كافة، هناك حرب إبادة، هناك أجساد تتحرك وهي هياكل عظمية لأطفال، على بُعد أمتار من أزهر مصر،
أتحدث عن أزهر مصر، هناك ما يفوق 80 مليوناً من أتباع الأزهر،
الأزهر ليس مؤسسة عابرة، آن أوان أن يتحمّل مسؤوليته".
ألييدا غيفارا مارش: دعوة (عبد الله) إلى وحدة العالم العربي تتكرر بأصوات مختلفة في أنحاء متفرقة من العالم،
لأننا جميعاً نرى أن تقاعس المنطقة قد يكون عاملاً مهماً يسمح بالإفلات من العقاب الذي تواصل به "إسرائيل" ممارساتها ضد فلسطين.
وهو يُصِرّ: "رسالتي هي أن ننضم إلى المقاومة أكثر من أي وقت مضى، اليوم، أكثر من أي وقت مضى".
هذا يجعلني أفكر في مسرحية كتبها (خوسيه مارتي) عندما كان شاباً (يافعاً) جداً. وقد عنونها تحديداً بـ "عبد الله".
على لسان بطلها، يضع كلمات جميلة جداً. (عبد الله) شاب يريد الذهاب إلى القتال من أجل شعبه،
لكن والدته تتوسل إليه ألّا يفعل. ومع ذلك، يجيبها (عبد الله): "يا أمي، إن حب الوطن ليس ذلك الحب السخيف للأرض، ولا للعشب الذي تطأه أقدامنا.
إنه الكره الذي لا يُقهر لمن يقمعه. إنه الحقد الأبدي على من يهاجمه".
صوت جورج عبد الله باللغة العربية:
أنا لي من العمر 74 عاماً، لي من الأسر هذه الكمية من السنوات، هذا من الناحية القانونية كلها يجب الإفراج عني، يعني لو تقدّمت بطلب الى الأوروبية أو كذا ففرنسا تُدان، أنا لم ألجأ إلى هذا الأسلوب في أي وقت من الأوقات.
موسى عاصي: هنا لاحظت خلال كل هذه السنوات أن هناك من قبلك إصراراً على عدم طلب المساعدة في الإفراج عنك، يعني حتى في الفترة الأخيرة رفضتَ التعويض، يعني طالبت المحكمة بالتعويض عن عميلي الموساد والـ CIA بالأموال، حتى هذه المسألة رفضتها لماذا؟
جورج عبد الله: أنا أعتبر أنّ تحرير أي مناضل يتمّ عبر مسألة واحدة، تصعيد التضامن معه على قاعدة المشاركة في سيرورة النضال الجاري في هذا البلد، وسيرورة النضال الجاري في فرنسا الآن سواء تعلّق بالحركة العمالية الفرنسية أم تعلّق بما يُسمى الاستعمار والامبريالية، أي فلسطين بالتحديد، أعتبر أنّ تحريري يتمّ عبر مزاوجة المطالبة بتحريري بتفعيل النضال من أجل تحرير فلسطين، هذا هو الهدف الأساسي وسبب اعتقالي، إذاً عليّ أن أساعد في هذا المجال وقمتُ بما عليّ، هذه المسألة تتنافى مع أنّ سلوكي حسن وأنّني نادم على هذا وذاك، أنا أعتبر أن طيلة الـ41 عاماً عليّ أن أواجه هذه الضغوطات، يعني أنا لستُ نادماً بل أنا أعتبر أنني قمت بأقل من واجبي، أعتبر هذه العملية صحيحة وشرعية حينما تكون هناك حرب تدمير في بلدي من حقّي أن أخرق كل القوانين للردّ على هذا التدمير، حينما يكون هناك حرب إبادة وحرب إبادة أمام الجميع طبعاً من واجبي كمناضل أن أسخّر أي سبب لدعم القوى التي تناضل ضد حرب الإبادة هذه.
ألييدا غيفارا مارش: خلال كل هذه السنوات، قامت لجنة الإفراج المشروط بفحص حالة (عبد الله)
وتوصلت إلى تشخيص: (جورج عبد الله) مريض، إنه مريض بحب فلسطين.
الكثيرون يعتبرونه رمزاً للمقاومة، للنضال ضد الإمبريالية والاستعمار.
ولكن قصته تظهر لنا أيضاً ازدواجية معايير الغرب في ما يتعلق بحقوق الإنسان.
تخيلوا إبقاء إنسان سجيناً لأكثر من 40 عاماً من دون أدلة قاطعة وبدوافع سياسية.
يعتبر بعض المحللين أن الإفراج عن (جورج عبد الله) في هذا التوقيت هو نتيجة للضغوط التي تلقتها الحكومات الأوروبية
بسبب موقفها من الإبادة الجماعية الصهيونية في فلسطين. (عبد الله) اليوم حر ويواصل النضال.
ألييدا غيفارا مارش: عندما وصلنا بعض الصور من زنزانته، كان هناك بعض الصور على الحائط،
وهناك كان والدي، (إرنستو غيفارا)، أو المعروف أكثر باسم (تشي).
كان من المؤثر جداً بالنسبة إليّ أن أرى ذلك. لأنه إذا كان والدي قد ساعده على البقاء متماسكاً وثابتاً طوال هذه السنوات الطويلة،
إذاً عليّ كابنة أن أكون ممتنة. ممتنة جداً لأنه يُبقي والدي حيّاً في كل عمل يوميّ.
شكراً جزيلاً لكم. حقاً، شكراً جزيلاً.
النهاية