السودان: الكوليرا تفتك بإقليم دارفور مع تفاقم الحرب في البلاد
مع استمرار الحرب الطاحنة في السودان وخصوصاً في إقليم دارفور، الكوليرا تتفشى سريعاً في البلاد وأدّت إلى وفاة 40 شخصاً في الأسبوع الماضي وحده، وفق منظمة أطباء بلا حدود.
-
وفاة 40 شخصاً خلال الأسبوع الماضي في إقليم دارفور وحده
أفادت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير خاص لها، بأنّ التفشي غير المسبوق للكوليرا في السودان، أدّى إلى وفاة 40 شخصاً خلال أسبوع واحد.
وتُفاقم الحرب الأهلية الطاحنة الوضع الانساني والمعيشي في البلاد، حيث تسببت باستمرار انقطاع المياه وشحها وتدهور الرعاية الصحية، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية.
وأشارت المنظمة إلى أنّ الكوليرا تنتشر بسرعة في إقليم دارفور بالسودان، ما أسفر عن وفاة 40 شخصاً خلال الأسبوع الماضي.
الحرب تفاقم تفشي الكوليرا في السودان: أكثر من 2,300 إصابة و40 وفاة خلال أسبوع في دارفور.
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) August 15, 2025
أطباء بلا حدود تدعو إلى استجابة عاجلة تشمل المياه النظيفة والرعاية الصحية وحملات التطعيم لوقف انتشار الوباء.https://t.co/PWONGHQOyb
وأفادت فرق المنظمة بأنها عالجت أكثر من 2300 مريض بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي فقط، موضحة أنّ أسباب الانتشار السريع لفيروس الإسهال المُهدد للحياة، هو بسبب نقص المياه النظيفة، وتدهور نظام الرعاية الصحية، وأنّ النساء والأطفال وكبار السن هم الفئات الأكثر هشاشة.
ومن جهته، قال حاكم دارفور منى أركو مناوي في تصريح لـ "DW"، إنّ "تفشي المرض يتركز بشكل كبير في المناطق الخاضعة لاحتلال قوات الدعم السريع"، مضيفاً أنّ "المصابين بالكوليرا يعيشون خارج مناطق الخدمات الحكومية، ويعيش معظمهم في المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، غير القادرة على تقديم الخدمات هناك".
الصحة العالمية: الكوليرا تنتشر بسبب نقص المياه وانعدام خدمات الصرف الصحي
وفي السياق، أكّدت منظمة الصحة العالمية، أنّ الكوليرا تنتشر في ظل نقص المياه الصحية النظيفة، وانعدام خدمات الصرف الصحي.
وفي هذا السياق قال جاكي مامو، رئيس منظمة "كوليكتيف أورجنس دارفور" - منظمة فرنسية تهدف لرفع الوعي بالأزمة الإنسانية في السودان، إنّ "شحّ المياه، وتدمير المراكز الصحية والمستشفيات، والتدهور الكبير في صحة السكان، وتدهور مناعة أغلبهم، كلها عوامل تجعلهم عرضة للإصابة بالكوليرا بشكل أكثر حدة".
المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال: وباء الكوليرا يستمر في الانتشار في عدد من مناطق دارفور، خاصة في طويلة وجبل مرة وزالنجي ونيالا وخزان جديد بمحلية شعيرية ومخيمات النازحين، حيث انتشر المرض بمعدلات غير مسبوقة#سما_السودان pic.twitter.com/cKX5EJifKI
— سما السودان (@samaaalsudan) August 18, 2025
وفي الفاشر بولاية شمالي دارفور، أفادت منظمة أطباء بلا حدود، بوجود حالة حرجة للغاية من انتشار مرض الكوليرا. حيث فرّ نحو 380 ألف شخص من القتال حول عاصمة الولاية المُحاصرة.
وأفادت منظمة اليونيسف من جهتها بأنّ أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة أصبحوا معرضين حالياً لخطر الإصابة بالأمراض في شمالي البلاد.
لا تزال الكوليرا يشكّل تهديداً خطيراً للأطفال والأسر وسط النزاع المستمر في #السودان.
— UNICEF MENA - يونيسف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (@UNICEFmena) August 18, 2025
سالم عبد العزيز آدم من اليونيسف يتحدث عن الاستجابة على الأرض وما هو مطلوب بشكل عاجل في المرحلة المقبلة. pic.twitter.com/JvcCZUJdkg
وأمس الثلاثاء، وجّه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، نداءً عاجلاً للأمين العام للأمم المتحدة، حيث ناشد مجلس الأمن والجمعية العامة فك الحصار عن الفاشر، وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى السكان، ومنع استخدام سلاح التجويع ضد المواطنين.
وقال إدريس إنّ "سكان الفاشر لا يستطيعون الانتظار لمزيد من النقاشات الإجرائية، أو القرارات المؤجلة"، وأنّ "نجاتهم تعتمد على تحرك مجلس الأمن والجمعية العامة العاجل والمتحد".
وتابع قائلاً إنّ "التاريخ سيذكر ما إذا كانت الأمم المتحدة قد اختارت الصمت أم التضامن، وهل سمحت لمدينة بأكملها أن تفنى، أم وقفت بثبات لحماية الأبرياء".
وتسببت الحرب الأهلية في السودان بمقتل أكثر من 40 ألف شخص، ومجاعة، ونزوح جماعي يصل إلى نحو 12 مليون شخص في للسكان في مخيمات مكتظة في ظل انعدام الخدمات الانسانية، حيث يكافحون لتوفير المأوى وأساسيات العيش، ما أدّى إلى انتشار الأمراض بسبب قلة النظافة، وتجمّع مئات الآلاف في مناطق جغرافية ضيقة.