القمح يرتفع في بورصة "يورونكست" بدعم من مشتريات مصرية واسعة
العقود الآجلة لأسعار القمح في بورصة "يورونكست" بباريس ترتفع بدعم من إعلان مصر عن شراء ما لا يقلّ عن 200 ألف طن من القمح الفرنسي، في وقت تتقدّم فيه مواسم الحصاد في أوروبا.
-
القمح يرتفع في بورصة "يورونكست" بدعم من مشتريات مصرية واسعة (أرشيف)
قال جهاز "مستقبل مصر"، المشتري الحكومي للحبوب في البلاد، لوكالة "رويترز" اليوم الاثنين، إنه وافق على شراء ما لا يقلّ عن 200 ألف طن من القمح الفرنسي في صفقات خاصة أُبرمت مؤخّراً مع مصدّرين، إضافة إلى عدة شحنات قمح من أوكرانيا ورومانيا بحمولة إجمالية 30 ألف طن.
وذكر متعاملون أن مصر ربما حجزت ما يصل إلى 7 سفن كبيرة محمّلة بالقمح الفرنسي، أي ما يزيد على 400 ألف طن، خلال الأسبوعين الماضيين، موضحين أنه من بين هذه السفن واحدة على الأقل حمولتها 63 ألف طن ستورّد بين 10 و20 أيلول/سبتمبر، على أن يُسدَّد ثمنها عبر خطابات اعتماد مدتها 270 يوماً، فضلاً عن شحنات أخرى يُعتقد أنها للتسليم العاجل خلال الأسابيع المقبلة.
ويُعدّ القمح من السلع الأساسية لمصر، حيث يُستخدم في إنتاج الخبز المدعوم الذي يعتمد عليه أكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم 108 ملايين نسمة، والذين يعانون بالفعل من ارتفاع التضخّم وتدهور مستويات المعيشة.
مصر أكبر مستورد للقمح عالمياً
وتُعتبر مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم. وتستورد الجهات الحكومية في المتوسط نحو خمسة ملايين طن من القمح سنوياً، من إجمالي وارداتها التي تتجاوز 12 مليون طن.
ومع ذلك، لم تحقّق القاهرة هدفها المتمثّل في شراء 4 إلى 5 ملايين طن من القمح المحلي لموسم 2024–2025، الذي اختُتم يوم الجمعة الماضي.
تحوّل في سياسة المشتريات
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، تولّى جهاز "مستقبل مصر"، المرتبط بالمؤسسة العسكرية، مسؤولية شراء الحبوب من الخارج بدلاً من الهيئة العامّة للسلع التموينية التي تأسست منذ عقود.
وكانت الهيئة العامّة للسلع التموينية، وهي هيئة مدنية تابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، تستورد القمح والزيوت النباتية من خلال مناقصات دولية، في حين يعتمد جهاز "مستقبل مصر" على الصفقات الخاصة مع مستوردين محليين أو أجانب.
ومنذ انتقال مهمة المشتريات الحكومية للجهاز، أفادت تقارير بمراجعة بعض الاتفاقيات أو تأجيلها، إذ أشار متعاملون إلى وجود صعوبة في التنبؤ.
صعود أسعار القمح في بورصة "يورونكست"
مدفوعةً بهذه التطورات، ارتفعت العقود الآجلة لأسعار القمح في بورصة "يورونكست" اليوم الاثنين، فقد أغلقت عقود القمح لشهر أيلول/سبتمبر في بورصة "يورونكست" بباريس على ارتفاع بنسبة 0.2% إلى 196 يورو (228.59 دولاراً) للطن.
واستقرّت أسعار عقود كانون الأول/ديسمبر، الأكثر نشاطاً في البورصة، عند 195.25 يورو للطن، بعدما تعافت من أدنى مستوى سجّلته يوم الأربعاء عند 194.25 يورو.
وقال متعاملون إنّ مصر ربما حجزت أكثر من 400 ألف طن من فرنسا خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي حين أنّ الضغوط الناجمة عن التوقّعات بمحاصيل وفيرة ما زالت تلقي بظلالها على أسواق القمح، فإن الدافع لإغلاق مراكز بيع كبيرة في عقود "يورونكست" الآجلة لشهر أيلول/سبتمبر قد ساعد الشهر السابق على تعويض ما كان خصماً كبيراً مقارنة بشهر كانون الأول/ديسمبر.
وقال أحد متعاملي العقود الآجلة: "لا تزال "يورونكست" تجد دعماً من علاوات الأسعار في السوق الفعلية، مع استمرار الطلب الفوري على ما يبدو".
تقديرات الأسعار والإمدادات
وفي السياق، قدّر المتعاملون أنّ أسعار الشحنات تتراوح بين 265 و270 دولاراً للطن شاملة التكلفة والشحن، مع بعض الصفقات التي تجاوزت 275 دولاراً للطن، فيما امتنع جهاز "مستقبل مصر" عن الإفصاح عن تفاصيل الأسعار أو شروط الدفع.
وقال متعامل ألماني: "انتهى حصاد فرنسا تقريباً، والإمدادات الفرنسية متوفرة"، مضيفاً: "أعتقد أنّ مصر تفضّل القمح الروسي، لكن إمدادات المحاصيل الجديدة الروسية لا تزال تعاني من نقص حادّ، إذ لا يبيع المزارعون كميات كافية وخاصة القمح الذي يحتوي على نسبة 11% من البروتين".
تراجع واردات مصر
وانخفضت واردات مصر من القمح بنسبة 30% لتصل إلى 4.9 ملايين طن في النصف الأول من عام 2025. وتشمل هذه الكميات واردات جهاز "مستقبل مصر"، إضافة إلى واردات القطاع الخاص.
وكان جهاز "مستقبل مصر" قد حجز نحو 180 ألف طن من القمح الفرنسي في نيسان/أبريل، وكان من المتوقّع تحميلها في أيار/مايو وحزيران/يونيو، لكن تعذّر التوريد حتى أوائل آب/أغسطس.
تطوّرات الحصاد في أوروبا
وحقّق موسم الحصاد في ألمانيا تقدّماً سريعاً بفضل الطقس المشمس والجاف الأسبوع الماضي وفي مطلع هذا الأسبوع، بعد أن تسبّبت الأمطار المتكرّرة سابقاً في تأخير العمل وإلحاق أضرار بجودة المحاصيل.
وفي بولندا، قال أحد المتعاملين إنّ الحصاد انتهى بنسبة تقارب 80% حتى الآن.