قمة شنغهاي تكشف التوازن الجديد: رسالة قوية ضد الهيمنة الأميركية
افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، يبرز تحرك الصين لتعزيز النفوذ الاقتصادي والسياسي ومواجهة الأحادية الأميركية.
-
شارك في القمة أكثر من 20 زعيماً عالمياً (أرشيفية)
تسعى الصين من خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي افتتحت يوم الأحد في مدينة تيانجين، لتعظيم مكانة المنظمة وتحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية، بما في ذلك إنشاء بنك تنمية وترتيبات تمويلية لاستخراج المعادن الأساسية.
ويشارك في القمة أكثر من 20 زعيماً عالمياً، من بينهم قادة كوريا الشمالية والهند وإيران وتركيا ودول آسيا الوسطى، إلى جانب روسيا الشريك الوثيق للصين، كما يحضر الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا، فيما تشهد القمة متابعة للاجتماعات الثنائية بين الصين والهند، الصين وروسيا، وروسيا وإيران لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
وتعود جذور المنظمة إلى كونها تجمعاً أمنياً، لكنها تتجه بشكل متزايد نحو أجندات اقتصادية وتواصلية، بما في ذلك إنشاء بنك تنمية تابع للمنظمة وترتيبات تمويلية جديدة لاستخراج المعادن الأساسية.
وتولي القمة اهتماماً كبيراً للاجتماعات الثنائية بين الصين والهند، الصين وروسيا، وروسيا وإيران.
وتأتي القمة في وقت يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها شريك تجاري غير موثوق نتيجة تقلب سياستها وحواجزها الجمركية، في مقابل استقرار وديناميكية اقتصادية أوسع في آسيا.
ويستفيد المشاركون في القمة من تعزيز التنوع الاقتصادي والتوافق متعدد الأطراف، خصوصاً الهند وإندونيسيا، اللتين تسعيان لتحقيق توازن بين علاقاتهما مع الولايات المتحدة وروسيا والصين.
ويشير مراقبون إلى أن التحوّل نحو التحوّط والانحياز المتعدد الأطراف يسرع تراجع الأحادية الأميركية على المدى الطويل، وأن الحفاظ على مكانة واشنطن يتطلب تقديم نفسها كشريك مستقر وموثوق، لا من خلال العسكرة أو محاولة استعادة الصدارة بشكل أحادي، بل عبر البحث عن مصالح مشتركة والسعي المشترك مع القوى المتوسطة في آسيا وخارجها.