"نيويورك تايمز": سيناريوهات لدى ترامب لمهاجمة فنزويلا.. ما هو الخيار الأكثر عدوانية؟

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تكشف عن سيناريوهات أميركية ضد فنزويلا.. ماذا تضمّنت؟

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تضع 3 سيناريوهات لمهاجمة فنزويلا.

وحدّدت الصحيفة هذه السيناريوهات في تقرير اليوم الثلاثاء.

الخيار 1: الضربات الجوية

السيناريو الأول يشمل تنفيذ الضربات الجوية ضد منشآت عسكرية، بهدف "انهيار الدعم العسكري الفنزويلي لمادورو".

وهنا، يحلّل مسؤولون أنّه "إذا اعتقد مادورو أنه لم يعد محمياً، فقد يسعى إلى الفرار، أو أثناء تنقّله في أنحاء البلاد، يجعل نفسه أكثر عرضة للاعتقال".

فيما يحذّر منتقدو هذا النهج من أنه قد يكون له تأثير معاكس، يتمثّل في حشد الدعم حول مادورو.

الخيار 2: القوات الخاصة لاستهداف مادورو

يتصوّر هذا النهج إرسال الولايات المتحدة لقوات العمليات الخاصة، مثل "قوة دلتا" التابعة للجيش أو "فرقة سيل 6" التابعة للبحرية، لمحاولة القبض على مادورو أو قتله. 

بموجب هذا الخيار، ستسعى إدارة ترامب إلى تجاوز الحظر المفروض على اغتيال الزعماء الأجانب بالادّعاء أنّ مادورو هو "زعيم عصابة إرهاب مخدّرات"، وهو امتداد للحجج المستخدمة لتبرير الضربات الجوية الأميركية على القوارب التي تقول الإدارة إنها تهرّب المخدّرات.

ورفعت وزارة الخارجية مكافأة القبض على مادورو أو إدانته إلى 50 مليون دولار، ارتفاعاً من 25 مليون دولار التي عُرضت في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

وتستند إدارة ترامب على ادّعائها أنّه "نظراً لأنّ مادورو قمع المعارضة وعمل على تزوير الانتخابات، فهو ليس الزعيم الشرعي للبلاد".

يُذكر أنّ إدارة بايدن رفضت الاعتراف به كرئيس لفنزويلا بعد إعلانه الفوز العام الماضي.

الخيار 3: السيطرة على حقول النفط والبنية التحتية

يشمل هذا الخيار خطة أكثر تعقيداً لإرسال قوات مكافحة الإرهاب الأميركية للسيطرة على المطارات وعلى الأقل بعض حقول النفط والبنية التحتية في فنزويلا.

واعتبرت الصحيفة أنّ الخيارين الأخيرين يحملان مخاطر أكبر بكثير على القوات الخاصة الأميركية على الأرض، خاصة إذا كانوا يستهدفون مادورو في بيئة حضرية مثل كاراكاس، عاصمة البلاد. 

وهنا، قالت الصحيفة إنّه "نتيجة لذلك، فإنّ العديد من الخطط قيد التطوير تستخدم طائرات من دون طيار بحُرية وأسلحة بعيدة المدى".

خيارات أكثر عدوانية

وأكّدت الصحيفة أنّ العديد من كبار مستشاري ترامب يضغطون من أجل أحد أكثر الخيارات عدوانية: إسقاط سلطة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وتوقّع بعض مسؤولي الإدارة أنها ستدّعي أنّ مادورو وكبار مسؤولي أمنه هم شخصيات محورية في "كارتل دي لوس سولييس" (Cartel de los Soles)، والتي صنّفتها واشنطن على أنها "جماعة مخدّرات إرهابية".

ومن المتوقّع أن تدفع وزارة العدل بهذا التصنيف كونه يجعل مادورو هدفاً مشروعاً على الرغم من الحظر القانوني الأميركي القائم منذ فترة طويلة على اغتيال قادة الدول.

ولفتت "نيويورك تايمز" على أنّ ترامب يركّز بشدة على احتياطيات فنزويلا النفطية الهائلة، وهي الأكبر في العالم.

ونقلت اعتقاد ترامب أنّه "إذا سقطت حكومة مادورو وحلّت محلّها قيادة مستقرة منفتحة على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة"، فستكون شركات النفط الأميركية التي تستثمر هناك في "وضعٍ أفضل".

مخاطرة عسكرية وقانونية وسياسية كبيرة

في المقابل، شدّدت الصحيفة على أنّه إذا اختار ترامب إصدار أمر بالعمل داخل فنزويلا، فسيمثّل ذلك مخاطرة عسكرية وقانونية وسياسية كبيرة.

وأشارت إلى أنّ ترامب أصدر سلسلة من الرسائل العامّة المتناقضة حول نواياه، وأهداف وتبريرات أي عمل عسكري مستقبلي. 

وأوضحت أنّ الجهد لإزاحة مادورو سيضع إدارة ترامب تحت مزيد من التدقيق بشأن الأساس القانوني الذي تقدّمه، بالنظر إلى المزيج الغامض من الأسباب التي قدّمتها حتى الآن لمواجهة مادورو.

ويحذّر بعض أكثر مؤيّدي ترامب السياسيين ولاءً من ضرب مادورو، مذكّرين الرئيس بأنه انتُخب لإنهاء "الحروب الأبدية، وليس لإثارة حروب جديدة".

وشرحت الصحيفة أنّ تفويض ترامب لوكالة المخابرات المركزية للعمل داخل الحدود الفنزويلية يمكن أن يمكّن الوكالة من القيام بمجموعة متنوعة من الأنشطة، بدءاً من عمليات جمع المعلومات وبناء المعارضة لمادورو وصولاً إلى التخريب النشط لحكومته، وحتى اعتقال الزعيم نفسه. 

لكنّ مسؤولي الأمن القومي يقولون إنه "إذا كان بإمكان مثل هذه العمليات أن تطيح بمادورو حقاً من السلطة، لكان قد رحل منذ سنوات ولهذا السبب يدرس البيت الأبيض العمل العسكري".

ترامب لا يزال متردّداً

فيما أوضحت الصحيفة أنّ ترامب لم يتخذ بعد قراراً بشأن كيفية المضي قدماً أو حتى ما إذا كان سيفعل ذلك. 

وبحسب مسؤولين، فإنّ ترامب "متردّد في الموافقة على عمليات قد تعرّض القوات الأميركية للخطر أو قد تتحوّل إلى فشل محرج".

اقرأ أيضاً: مادورو: الحرب ضد فنزويلا تهدف لتغيير النظام وسرقة ثرواتنا النفطية