معركة حارم: صدام بين الأمن العام السوري وكتيبة "الفرنسيين" في ريف إدلب
اشتباكات مسلّحة في محيط مخيم الفرنسيين بريف إدلب، بين قوات الأمن العام وعناصر "كتيبة الغرباء" الفرنسية، وسط استنفار واسع للمقاتلين الأجانب وتعزيزات عسكرية ضخمة للجهات الأمنية.
-
أمير "كتيبة الغرباء" الفرنسية عمر أومسين (أرشيف)
تشهد منطقة حارم في ريف إدلب الشمالي توتراً أمنياً متصاعداً عقب اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات "الأمن العام" التابعة للإدارة الانتقالية في دمشق، ومقاتلين أجانب من "كتيبة الغرباء" الفرنسيين المنضوين ضمن فصيل أنصار التوحيد (الفرقة 82) التابعة لوزارة الدفاع السورية.
مصادر محلية سورية: الأمن العام يستهدف مخيم المقاتلين الفرنسيين من كتيبة الغرباء في ريف إدلب بقذائف الهاون وقذائف الدبابات
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 22, 2025
التفاصيل مع مراسل الميادين رضا الباشا #الميادين #سوريا @rh_albasha pic.twitter.com/ZzQU9JcK8u
وبحسب مصادر ميدانية، بدأت العملية الأمنية، فجر اليوم الأربعاء، بمشاركة نحو 150 آلية عسكرية موزعة على 3 أرتال من المصفحات ومدرعات الاقتحام، ترافقت مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع فوق المنطقة.
وأوضحت المصادر أن القوات حاصرت ما يُعرف بـ "مخيم الفرنسيين" في مدينة حارم، الذي يضم عشرات المقاتلين من الجنسية الفرنسية، وبدأت قصفاً مدفعياً وجوياً استُخدمت فيه "قذائف الهاون" والدبابات.
تقول الجماعة الفرنسية بأن سبب هجوم الأمن العام على مخيم الجماعة هي تصريحات منسوبة لقائدها لصحيفة ليبراسيون الفرنسية تقول: "إذا ثار الشعب السوري ضد هذه الحكومة فإن الجماعة ستساندها".
— Fella ☀️ (@Rojavan_Fella) October 22, 2025
الصور من هجوم قوات هتش على المخيم الذي يحوي عائلات الجماعة الفرنسية في حارم، إدلب. pic.twitter.com/Q4IbVSHhb0
جاءت العملية بعد اتهامات وُجّهت لأمير "كتيبة الغرباء"، عمر أومسين، برفض تسليم نفسه للأمن العام، على خلفية قضايا تتعلق ببيع أطفال قاصرين أو التفاوض مع ذويهم لتقاضي مبالغ مالية مقابل استعادتهم. ونفت المجموعة هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها "مزاعم سياسية لتبرير الحملة الأمنية ضدها"، متهمة فيه الأمن الداخلي بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية لشنّ حملة تهدف إلى "القضاء على المقاتلين الفرنسيين" في إدلب.
في المقابل، أصدرت مجموعة تُسمّي نفسها "الأنصار الفرنسيين" بياناً اعتبرت فيه أن ما يجري "استهداف غير مبرّر لمهاجرين وقفوا مع الشعب السوري في محنته"، داعيةً إلى وقف الاعتقالات واحترام حقوق المقاتلين الأجانب الذين وصفتهم بـ "المجاهدين"، وفق تعبيرها.
البيان، الذي تخللته عبارات دينية وتحريضية، حذر الحكومة الانتقالية من "الغضب الشعبي والجهادي" في حال استمرار العملية، مؤكداً أن أي محاولة لتصفية المقاتلين الفرنسيين ستُقابل بـ "رد فعل قاسٍ".
وفي تسجيل صوتي منسوب لأومسين، كفّر أمير الكتيبة إدارة الأمن العام ووصف عناصرها بـ"المرتزقة والعملاء"، فيما نشر أحد المقاتلين الفرنسيين، يُدعى جبريل ديابي (لاعب سابق في نادي أمية)، تسجيلاً قال فيه: "نحن اليوم في مرحلة، وبعدنا سيأتي دور مهاجرين من دول أخرى... لكن الخطة ستفشل، لأن الغربيين سيجدون في النهاية حكومة أنصار ترفض تنفيذ أوامر أسيادها".
جبريل ديابي من المهاجرين الفرنسيين لاعب نادي امية يتحدث عن محاصرة مخيم الفرنسيين في ريف ادلب
— SY2025 (@modar20251) October 22, 2025
" نحنا بس مرحلة، بعدنا رح يجي دور المهاجرين من دول تانية، بس الخطة رح تفشل يوم من الأيام، لأن الغربيين رح يلاقوا حكومة أنصار ترفض تنفذ أوامرهم."
Rida Albasha pic.twitter.com/tLmwc159QE
وبحسب مصادر محلية، فإن الاشتباكات لا تزال مستمرة في أطراف المخيم حتى اللحظة، وسط محاولات اقتحام محدودة داخل بعض أجزائه. وتشير الأنباء إلى خشية من توسّع المواجهات إلى مناطق أخرى في ريف إدلب الشمالي، خصوصاً مع تزايد الانقسام داخل الفصائل المحلية حول كيفية التعامل مع المقاتلين الأجانب الذين أصبح وجودهم عبئاً أمنياً وإنسانياً على المنطقة.