السودان: منظمات تحذّر من كارثة إنسانية وسط استمرار المجازر والحصار في الفاشر
منظمة "أطباء بلا حدود" تحذّر من خطرٍ وشيك يهدد عشرات الآلاف من المدنيين العالقين في الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع، مع استمرار المجازر ومنع السكان من الوصول إلى مناطق آمنة.
-
السودان: منظمات تحذّر من كارثة إنسانية وسط استمرار المجازر والحصار في الفاشر (وكالات)
أعربت منظمة "أطباء بلا حدود" عن قلقٍ بالغ إزاء مصير آلاف المدنيين العالقين في مدينة الفاشر، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وأشارت المنظمة إلى أنّ هؤلاء المدنيين يواجهون خطراً وشيكاً على حياتهم وسط استمرار أعمال العنف والانتهاكات الواسعة.
وأظهرت صور حديثة التُقطت بالأقمار الاصطناعية، مشاهد مروّعة تؤكد استمرار المجازر في عاصمة شمال دارفور، بالتزامن مع تقارير تتحدث عن عمليات قتلٍ جماعي وعنفٍ مروّع ضدّ السكان.
بارغو ميدوم، نازح من مدينة الفاشر السودانية، فقد أهله وأصدقاءه في موجة العنف المستمرة. يروي ما سمعه مباشرة من الناجين عن جرائم تُرتكب في الخفاء، بعيداً من عدسات الإعلام، في مدينة تُخنق بالصمت والدم.#الميادين#السودان@GhofranMostafa pic.twitter.com/am2I1PA4Yi
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 31, 2025
عشرات الآلاف عالقون والمجازر مستمرة وسط منع المدنيين من الفرار
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أنّ أكثر من 65 ألف شخص اضطروا إلى الفرار من مدينة الفاشر منذ يوم الأحد الماضي، في وقت ما زال عشرات الآلاف عالقين داخل المدينة التي كانت تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير الذي شنّته قوات الدعم السريع.
وفي السياق، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّ أعداداً كبيرة من المدنيين ما زالت تواجه خطراً شديداً وتُمنع من الوصول إلى مناطق أكثر أماناً، مشيرةً إلى أنّ نحو 5 آلاف شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومتراً غربي الفاشر.
شهادات مروّعة تخرج من مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات "الدعم السريع" عليها، إذ تحوّلت المدينة إلى ساحة إعدامات ميدانية وعمليات تصفية عرقية، فيما يعيش عشرات الآلاف من النازحين أوضاعاً إنسانية كارثية في محلة طويلة المجاورة. #الميادين #السودان #الفاشر pic.twitter.com/Wmq9xy7KXy
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 30, 2025
وأوضح رئيس قسم الطوارئ في المنظمة، ميشال أوليفييه لاشاريتيه، أنّ عدد الوافدين إلى بلدة طويلة "لا يعكس حجم الكارثة"، في ظلّ تزايد الشهادات حول فظائع واسعة النطاق.
وتساءل قائلاً: "أين كل المفقودين الذين نجوا منذ شهور من الجوع والعنف في الفاشر؟"، مضيفاً أنّ الاحتمال الأكثر ترجيحاً والمروّع في آنٍ واحد هو أنهم "يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار".
بدوره، أفاد مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لإحدى الجامعات في تقريرٍ صدر الجمعة، بأنّ الصور الجديدة بالأقمار الاصطناعية تُظهر مؤشرات على أنّ جزءاً كبيراً من سكان المدينة قُتلوا أو أُسروا أو اضطروا للاختباء.
وسيطرت قوات الدعم السريع يوم الأحد الماضي على مدينة الفاشر في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان بعد حصار دام 18 شهراً.
وعقب سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حد كبير.
كيف أصبحت خارطة السيطرة في السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر؟#المشهدية pic.twitter.com/frGOE2XA3I
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 31, 2025